الثلاثاء، 14 يناير 2020

شاعر الجنوب عوض الزمزمي //////////////////////// سلي ثيابك

سلي ثيابك
لا شئ يُجْزِئُ عن خيانةِ أحرفي
فدعي التوسلَ بالدموعِ وكفكفي
لا فرقَ عندكِ بين نزغةِ فاسقٍ
ووضاءةٍ من شرعةِ المُتَعَفِّفِ
يا لعنةَ الشوقِ العقيمِ بذنبِهِ
وحماقةَ الصبِّ المُعَنَّى المُسْرِفِ
سُلِّي ثيابكِ عن ثيابي إنَّني
طُهْرُ المُحِبِّ الناسكِ المتصوِّفِ
فلقد أَقَمْتُكِ مِنْبَراً بمعابدي
وهدايةَ المِشْكاةِ بينَ تَخَوُّفي
ووضعتُ بين يديكِ كلَّ مشاعري
تَتَمَتَّعينَ بقُوَّةِ المُتَصَرِّفِ
فأقمتِ مَأْتَمَ مُهْجَتي في مهدها
وتَخِذْتِ صَوْبَ الكاذبِ المُتَكَلِّفِ
يا ألفَ عامٍ من براءةِ أحرفي
سَلَّمْتُها للظالمِ المُتَعَسِّفِ
ما كنتُ أعلمُ أنَّ حبي قاتلي
يا ويلَ شعري من أنينِ تَأَسُّفي
يا ويلَ يومي من غدي وسياطهِ
إنْ عَزَّ عنَّي فيهِ قولُ المُنْصِفِ
فأنا المُتَيَّمُ قد حُرِقْتُ صبابةً
في دربِ ذاكَ الخادعِ المُتَحَرِّفِ
دربٌ طويلٌ يا حروفي حُبُّهُ
ذاكَ المسافرُ في دمي فتخفقي
من قسوةِ الجرحِ العميقِ بداخلي
وسقوطِ أقنعةِ الغزالِ المُرْهَفِ
يا عينُ جودي بالدموعِ فإنني
دَنَّسْتُ شطراً من طهارةِ أَحْرُفي
وبذلتُ عمري في ظلامٍ حالكٍ
يا ويحَ قافيتي سراباً تقتفي
فَدَعوا أنينَ النايِ يحكي قصتي
فأنا بقايا عاشقٍ مُتَلَهِّفِ
بذل القوافي في محبةِ خائنٍ
يا ويحَ غدرِ المُصْطَفَى بالمُصْطَفِي
عوض الزمزمي
مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق