الأربعاء، 29 يناير 2020

فرقدُ المَجدِ العَتِي // بقلم المبدع الـشــاعــر/محمد الربادي

فرقدُ المَجدِ العَتِي
يَعشق الـقلـبُ النّقِيُّ الثُّرَيا
لَا يَـرَى إِلَّا ضياءً جَـلِيَّـا
وَالرُّؤى فِي كُلِّ قَلبٍ سَرَايَا
تَجعَلُ القلبَ غُصناً طَرِيَّا

لَا يُجافِي مَا يُرَى مَـن ضِياءٍ
آَسِـرٌ لِلقلـبِ بَـاهِ المحَيا

مرَّت الهَـوجَاءُ فِي كُلَّ وَادٍ
عَـصفُـهَا يَـهذِي لِـيُبكِي الصّبِيا

هذهِ أرضِي وَهَـذِي سَمائِي
صَادَهَـا لَـيلٌ يُـعِـينُ الغوِيَّا

كَـانَ صبحِي فِي سمائِي بَريئا
باسـمُ الثغر الَّذي كان حَيا

كُنتُ أَهوَى كُلَّ شَيءٍ جَميلٍ
صانَ عَهدَاً أَو أَرَانِي الـسَّوِيـا

غَـيـرُ أَنَّ الليـلَ أَثرى دجاهُ
فَاستَحَـالَ العَيـشُ مَيلَاً قَـوِيَّا

مَوطِنِي للحـرِّ يَـبـنِـي سَـمَـاءً
مَوطِنِي بـِالحرِّ يَـبـقَى عَـلِـيَّا

مَـوطِنِي للحرِ حِصـنٌ عَتيٌّ
مَوطِنِي ِبـِالحـرِّ يَمـضِي أَبِيـا

أَينَ أَرضِي أَينَ أَهـلِي وَدَارِي
كُـلُّ شَيءٍ صَـارَ بعدِي رَثـِيَّـا

هَـذِهِ أَرضِي التي مِن رُباها
رُمتُ دَارَاً رُمـتُ زَادَاً وَرِيَّــا

حـار فيها الفِكرُ مِـثلُ الأَمَانِي
حَائرَاتٌ لا تُـلَـبِّي نَـجـِـيَّــا

حَـطَّمَ الغَازُونَ آَمَـالَ قَـومِي
أزهقَ الأَذنَابُ صُـبـحَـا فَـتِـيَّـا

أَحـرَقَ الأَوغَـادُ حقلي وَدَارِي
أَعلـنَ الأَشـرَارُ لِـصَّـاً وَصِـيَّـا

كَيفَ أَرضَى ذِلَّـةً بَعـدَ عِـزٍّ
أَو أُقِــر الذِئـبَ فـوقِي وَلِيا

لَن يكـونَ الـذئـبُ لَيثَـاً بِدَارِي
لَو رَأَيتُ الصُبحَ أَضحَى عَشِيَّا

فَـاشـمَـخِي يَـا رُوحُ إِنَّـا بَـنَينا
فِي سَمَـاءِ الحـقِّ حِصنَـاً عَـتـِيَّـا

وَارفَعِي الرَّاياتَ حَتَّى تُـوَازِي
فَـرقـدَ الأَمجادِ فِي كُلِّ رُؤيـا

لَـن يَــذِلَّ اليَــومَ حَـــرٌّ أَبِــيٌّ
رَامَ مَجدَاً فِي المَـعـَالِي عَصِيَّا

فَلـنَـعِـش بِالمَجـدِ عَـيـشَاً رَغِيدَاً
وَلـنَـعِش بِالعِــزِّ عَـيـشَـاً رَضِيَّــا

الـشــاعــر/محمد الربادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق