الاثنين، 20 يناير 2020

حيدر الزيدي ///////////////// حزن عتيق

حزن عتيق
...............

وتذبلين في المنفى العميق
دمعةً سوداء يلفها الحداد
ما مرَ ذاك اللقاء
ذخيرة الجوع تغلق النوافذ
وهدّ كوخ الأماني زمان الحريق
لنا الأزقة المتعبة
والانكسارات الطويلة
وغرام قتيل على شفاه البروق
أطفئ ذبالة العمر النحيل
وأرمي حقائب الطفولة
أشلاء موتى هؤلاء التلاميذ
جف العبير وتوارى الشروق
نظل بانتظار قاطرات الشجون
تحملق في قداس الزهور
وتعفر السهوب بحات النداء
كزفاف الموتى الصغار واحتضار الغريق
مازلنا بانتظارك
أكفان غصن وقطعة سواد
قد عبرنا المرفأ الضامىء
وجلى الخراب الفواد الخفوق
مازلنا بانتظارك
نخبئ الكلام في الكهوف
وننحت العظام كأفران العتاد
شرارة المنفى إيماءة الحزن العتيق
مدن تسبح في لجج الحطام
وشعرك المسدول على الرغام
يتبضعان دم الغروب
شأنك ان لاتري وجه الله
ولا اخر الطريق
تأبطي هراوات الوداع
الوروار مات في منتصف الحصاد
جئنا نشيع الريش
وندفن غناءه ليرقد مستريحاً
وتختلج بواكر البكاء السحيق
أماه لمّ ؟ يغتسل القلب بالجحيم
وتمر الجياد مكسورة الصهيل
عرباتها تهشمت في وادي الأسرى
يتبعها جرح النهر وزنبق رقيق
أماه جدران الصلبان
جداول تدب في القرى
فيأكل المتعبون تثاقل الرصاص
أقرأي عني لللنساء الشحيحة
أحزان العراق وصدره مسار الشقوق
أماه أتعلمين حين تدلك الشمس
ظهور الرجال
وحين يضطرب الرغيف
وتصفد الوردة البابليه بحارة الوباء
ستذكرين ان الله قال كلماته
لكن علياً باعوه ورداء (هداد) طليق
ثم يممنا وجهنا شطر صفصافة العذاب
نلف اوراقها وصايا الخابور
وخطايا الهيام
هناك نموت بلاميلاد ولارفيق..
...................................
حيدر الزيدي
النجف الأشرف
٢٠-١-٢٠٢٠
اللوحة -تأملات الدموع -بابلو بيكاسو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق