الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019

محمد الفضيل جقاوة /////////////////////////////////////// بكائية على عتبات حلم بعيد ..

بكائية على عتبات حلم بعيد ..
.
حبيبة قلبي ألا تعلمين ..؟؟
أنا مذْ درجتُ عشقتك أنتِ ..
عشقت بلادي ..
و جيش بلادي ..
و من في بلادي من الطّيبينْ
و لمّا أزل إن غفوتُ أرى رمز الشهداء
إلى ربّهم يعرجونْ
و في الحلل الخضر هم وحدهم يرفلونْ
و هم للألى نكثوا عهدهم يلعنونْ
و هم ضاحكون بكل الثقاة ..
بكل الحرائر يستبشرونْ
....
أنا مذ عشقتك طهّرت قلبي من الرّجس
من درن الكفر و الكافرينْ
و مذ كنت في رحم الغيب ومضا
حلمت بأرض ..
تُمَجّد فيها البطولة
و الحق و النار و الثائرونْ
و تبدع للمجد موال عشق
يردّده في المدارس أبناؤها الحالمون
جميل هو الفجر حين يرتّل فينا الحديد
و يشدو المثانيّ عهدا متين العرى
يتحدّى السّنين ..
....
أنا مذ درجت ..
تمنّيت أن أمتطي البحر رهوا
أصدّ الأعاديَّ عن وطن
لم يزل خفقة في حنايا البطين
و كنت أراه كبيرا كبيرااا
كعينيك جذلى ..
كإشراقة الصّبح في ثغرك العذب إذْ تبسمين
و كالحبّ يجتاح قلبيَّ نارا و نورا ..
يضيء الحوالك للمدلجينْ
.....
كـ ( تيهرت ) كنت أرى نجدَ سامقةً تبهر العالمينْ
و كنتُ ببغداد من حيث لا تعلمينْ
أرى الفلّ والياسمينْ
يضوعان في جنبات دمشق ..
و يوقظ عطرهما في الحنايا
ضرام غرام لصنعاء لا يستكينْ
لعينيكِ ..
للشام عشق تغلغل من ألف عام و عام
فقد جئت قرطاج يوما على سفن
تمخر البحر ..
تعشق شمس الصباح مولّهة تستبينْ
أنا كنت من علّم الناس سحر حروف الهجاء ..
و عِلْمَ الحساب و رصْد الفضاءْ
حبيبة قلبي ألا تذكرينْ ..؟؟؟
و كنتُ إذا ما خلوتُ
على الصّخر أرسم خارطة حدّها الماء
عانق وجه السماء ..
لكم يمقتُ الناس فيها عهود حدود
على سفه رُسِمَتْ كي تضيّق رحب القلوب
و تجعل من جسدي العربي شتاتا
تمزّقه في حنايا الظلام كلاب
و ذؤبان قفر على عجل جائعينْ
....
أنا مذ درجت عشقتك أنت ..
و كنت أراك بدجلة كلّ ضحى تسبحينْ
و حينا أراك ببيروت قدّيسةً تخطرينْ
أنا لم أكنْ أمقت الآخرين ..
برغم اختلاف الدّيانة ..
مادام للحب فينا وميض ينير الحوالك
يمسح دمع الأرامل والبائسينْ
و كنت أراك هنا ببجايةَ أيقونة
إذ تصلّي تبارك وحدتنا
رطبة الوجنتينْ ..
....
أحبّك لي وطنا عربيّا كبيرا ..
ألملم فيه شتاتي ..
واهجر فيه اغترابي ..
فلمّا يزل في حنايا الفؤاد اشتياق رهيب
الى مكة الخير باكيةً ..
تذرف الدّم من مقلتيها
و تخنقها شهقات الحنينْ
الى عصبة من قريش
تطّهر كلّ البقاع من الغاصبين
أنا لم أزل حين أغفو
أرى مكّة الخير دنّسها سامريّ لعين
و أطفأ كلّ قناديلها ترسل النور عذبا
يشعّ على العالمينْ
و أسكبَ غلاًّ قنانيَّ زيت النبوّة
حتى يظل الظلام المهول يغطي العيونْ
و يخفي بشاعته ..
أجدع الأنف .. يسعى بعينْ
أحبّك أنت ..
أحبّ بلادي
و أحلم بالصّبح يشرق من ثغرك العذب
حلوا نديّا ..
كأوّل يوم بغار حراء
نلملم هذا الشّتات ..
نكفكف فينا دموع الأسى
و انتكاس السنينْ
نعود بعيد الضّياع إلينا ..
الى الله ..
نسعى خفافا نحطّم أصنامنا فرحينْ
و نكفر دينا بدين أشاع التّشرذم
مجّد كهّاننا المرتشينْ
و نكفر دينا بكلّ الفتاوى التي علّبوها
تجيز المذلّة فينا لحكّمنا المقرفينْ
و نلعن أوّل من سنّ فينا الخضوع
لبعض الدّمى المخجلات
و باع الضمير بصكّ وقصر
و جارية تعشق الزّيف والزّائفينْ
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
24/02/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق