الخميس، 31 أكتوبر 2019

مصطفى حمزة ////////////////////////////////////////////////بَيْنَ عذابَيْن

نَشَرَ صديقي الأديبُ الباحثُ الأستاذ مصطفى سُليمان هذه الأبيات ( بينَ عَذابَين ) فرددتُ عليه بأبيات
بَيْنَ عذابَيْن
خوّفوني من عذاب القبر دهراً
بعد دفني في ظـــلام الحُفَـــــرِ
قلت لا خوفَ من الموت هنـــا
بين دودٍ راتــعٍ فـــي بصــري
فعذابُ القبــر أســـمَى رحمــةً
من عــذاب الذل ِ بيــن البشــرِ
ثم قالوا لن ترى النـــور هنـــا
لا صباح ، لا مســــاءُ القمـــر
قلت ليـــلُ الموت نــــورٌ باهرٌ
ضوءُه يعمــي ذليــل البصـــرِ
ثم قالوا قبرك الصامت تُــرْبٌ
عفِـــنٌ دون أريــــج الزَّهَــــر
قلــت تُربي روضةٌ فوّاحـــــةٌ
طيّبتْهــــــا كبريــــــاءُ الفِكَـــر
ونفاقُ الحـــيِّ عيـــش نتِـــــنٌ
مثل دود تحت عُشبِ الحجـــر
الردُّ على أبيات ( بينَ عَذابين )
فِكْـــرَةٌ مِـــنْ مُغْرِباتِ الفِكَـــرِ
خَطرَتْ للشَّـــــاعِرِ المُبْتَكِــــرِ
دَفْنُنا في القَبْـــرِ أسْـمى رَحْمَةً
أمْ حَيـــاةُ الذُّلِّ بيْــــنَ البَشَــــرِ
ظُلْمَــــةٌ والفِكْرُ حُـــرٌّ أمْ تُرى
نورُ فَجْـــرٍ وأريـــجُ الزَّهَــــرِ
بينَ دُودٍ فـي الثَّـــرى يَقْتاتُـــنا
أمْ نِفـــاقٍ في الورى مُنْتَشِــــرِ
يا رَهيفَ الحِسِّ مَهْلاً لا تَخَفْ
مِنْ مَصيرِ الجَسَــــدِ المنْدَثـــِرِ
إنَّ بعْـــدَ الموتِ أمرًا آخَـــــرًا
غيرَ أجْســادِ الوَرى في الحُفَرِ
وتُرابُ الأرضِ يَلتـــــذُّ بِهــــا
ثًمَّ لا يُبْقي لهـــــا مِـــــنْ أثَـــرِ
إنَّها ثَوْبٌ نَضَــــتْهُ رُوحُــــــها
ومَضَـــتْ لِلبارئِ المُقْتَـــــــدِرِ
فَدَعِ الفانــــي إلـــــى مَبْعَثِــــهِ
واغْسِلِ العُمْرَ بِذِكْـــــرٍ عَطِـرِ
إنَّما أيَّامُـــنا قَـــــــدْ غُرِسَـــتْ
كُلُّ يومٍ يَسْـــــتَقي مِنْ قَــــــدَرِ
وكَذا العُمْـــرُ عَـذابٌ وضَــنىً
غيرُ صَـــبْرٍ مالــهُ فاصْــطَبِرِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق