حوار مع جسد متعب
هل انتهى وقتك
أم انك تعبت من الوقت
وهل تبحث عن لحظة
وفرصه هاربة
من الزمن المتبقي لك
لا تفكر كثيراً
وازرع بعض الذكريات
على جسدك المؤقت
واحرسه من القراصنة
وجحافل الوجع
لا تتركه تحت ركام الزمن
فأنت ما زلت على قيد اللحظة
إذاً انتظر وقتك المتبقي
واربح معاركك القادمة
واحمي قلاع الأمل
حتى الرمق الأخير
واشدد بذراعيك حولها
فالوقت لن يهرب منك
أنت محاط بالوجع
تحاصرك الأحزان
تستنزفك لحظات الفرح
وتقتلك الأدوية الفاسدة
والماء الملوث بالحسد
فلا تثق إلا بك أنت
فانت وحدك المقصود
فربما تقتلك يدك اليمنى
وربما تغتالك بعض المشاعر
او دمعة مدسوسة
هربت من مقلتيك صدفة
واحذر ممن يجالسك
وينام بين مساحات الجسد
احذر من جسدك حين يرتعش
من عبق زنبقة صغيرة
أو شتلة زعتر بري
فلا تأمن إلا للبصيرة
فربما تنقذك يد الريح
فتسرع نبضات قلبك
لتستعيد ذاكرة الربيع
وبعضٌ من رسائل الوجد
تحاول أن تنهض جسدك
لكنك متعب وحزين
لا تستطيع النهوض
فالبحر ليس بحرك
وقوارب النجاة تحطمت
عند حدود الزمن
وعلى شواطئ الرحيل
ورحيلك يعني موت الوقت
فلا تحمل حزنك وترحل
فاليد اليمنى مازالت لك
واليد اليسرى ما زالت يدك
والعينين والشفتين
والكفين والرسغين والرئتين
وكل ما لك مازال لك
فانتصب قامة غراء
وانتفض على نفسك كالبركان
قبل ان يرتعش وقتك ويتركك
واخرج من أنين الجرح والتعب
لأنك قيمة في هذه الحياة
وطالما لديدك أمل في هذا الجسد
كامل بشتاوي 19/10/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق