السبت، 27 أكتوبر 2018

(( مَرْثِيّةُ الرَّسَّامِ وَ اللّوْحَة الضّائِعَة )) للشاعر \ نبيل شريط




.........مَرْثِيّةُ الرَّسَّامِ وَ اللّوْحَة الضّائِعَة ..........

لَوْناً رَأَيْتُكَ عَابِساً في لَوْحَتِي

وَ سَوادُ طَيْفِكَ أَرَّقَ الأَلْوَانَا

ظِلًّا رَسَمْتُكَ مُؤْنِساً في غُرْبتِي

وَ قِوَامُ قَدِّكَ سَرَّجَ الفُرْسانَا

نَاحَتْ جِرَاحُكَ أَلْفَ آهٍ تَشْتَكِي

وَ لَهِيبُ بُعْدِكَ أَوْقَدَ النّيرانَا

مِنْ تِيهِ هجْرِكَ قَدْ نَمَتْ في مَرْسَمِي

زَفَرَاتُ رُوحِكَ تُرْعِبُ السَّجَّانَا

وَ الزّيْفُ حَلَّ مُلاطِفاً فِي مَخْدَعِي

وَ رَفِيعُ عِطْرِهِ طَفَّفَ المِيزَانَا

وَ الصَّوْتُ لاحَ مُخَادِعاً كَيْ يَنْتَشِي

وَ رَنِينُ عُوِدِهِ أَثْمَلَ الأَلْحَانَا

يَأْبَى الغُرُورُ مُكَشّراً أنْيابَهُ

وَ دَميمُ خُلْقِهِ أَحْرَجَ الخِلَّانَا

قُلْ لِي بِرَبِّكَ كَيْفَ تُسْرَقْ لَوْحَتِي

وَ يَلُوحُ نَجْمُكَ مُبْدِعاً فَنَّاناً

يَعْلُو شِرَاعُكَ تَائِهاً فِي مَرْكَبِي

وَ دُوَارُ بَحْرِكَ أَرْهَقَ الرُّبَّانَا

يَقْوَى نَحِيبُكَ رَاكِباً فِي مَأْتَمِي

وَ بَيَاضُ قَلْبِكَ يَنْسُجُ الأَكْفَانَا

بُعْداً بَكَيْتُ وَ سَحَّ دَمْعٌ غُزْرَهُ

وَ سَكَبْتُ مِنْ مَطَرِ السَّمَا وِدْيانَا

وَ المَوْتُ أَقْبَلَ مُقْبِراً فِي حُمْرَتِي

فَرَسَمْتُ مِنْ مُقَلِ المَهَا غِرْبَانَا.

شريط نبيل 17 أوكتوبر 2018 بسكرة الجزائر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق