الثلاثاء، 18 فبراير 2020

ياسمين العابد‏ // كأس الحياة

ياسمين العابد

كأس الحياة
وما زلتُ من نبع المودة أستقي
ولكنّه كأس الحياة مريرُ

فما نلتُ من نأي المحب هناءة
فهل من سبيلٍ للوصال يسير؟

فيا ويل قلبي فالنوائب برَّحت
وما من ملاذٍ فالجفاء عسيرُ

فتبًا لليلٍ قد تباعدَ صُبْحه
فإني المُعنَّى والفؤاد كسيرُ

أُواسي عيونًا في رباكِ تَعلَّقتْ
تُناجي نجومًا في سماكِ تدورُ

تَكحَّل جفني مذ رميتِ بنظرةٍ
بإثمدِ ودٍ من سناكِ يمورُ

تشعشعت الآمالُ منذ رأيتها
لَأنتِ ربيعٌ في الزمان ونورُ

معلقةٌ في القلبِ مثل يمامة
بكلِّ بهاءٍ في الجَنانِ تطيرُ

فيالكِ من روضٍ أتيه بعطره
وفي كلِّ طيبٍ تنتشيه صدورُ

كأنَّ الضواحي من لحاظكِ أينعتْ
ومن نفحات العشق فاح عبير

وكم من سفينٍ في ودادكِ أبحرتْ
فعيناكِ موجٌ والضفاف زهورُ

عهدتكِ شطًا قد تهالكَ موجُه
وما عدتُ في درب الهلاك أسيرُ

فيالكِ من ريحٍ عشقت جنونها
وفي كل ركنٍ كم هواك يثور

أراها سياط الشوق تضرب مهجتي
وما القلب صخر تقتفيه بحور

فأضحت حياتي في غيابك شعلة
فمن لي فيطفي لوعتي ويُجيرُ

أقول بأني كنت فيكِ متيمًا
ألا ليت شوقي تحتويه سطورُ

تجبرت الأيام لمَّا تكبرتْ
فما كنتُ خلًا للحياة يُعيرُ

فما كلُّ شيء قد تفوز بودِّه
فكن كضياءٍ في الدياجي ينيرُ

ياسمين نصر العابد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق