الأربعاء، 12 فبراير 2020

ذياب الحاج // لَـكْـــنَـةٌ سـوريّـة

لَـكْـــنَـةٌ سـوريّـة ...................
كالثلجِ في أوصالها ضَرَبَ القَدَر°
تلكَ الخيامُ مَهيضَةٌ ، لا تُعتَبَر°

و الجَدّةُ الشّمطاءُ تقرصُ خَـدّها
علَّ الدماءَ بدفئها نبضُ الشّرَر°

مكسورةً فوقَ العَجيِّ بصَـدرها
و كأُمِّـهِ مرسومةً عَـددَ الصّوَر°

تُدنيهِ من ثديٍ كذوبٍ مُرهقٍ
و تَبـثّهُ أحـضـــانُها لسعَ الخَدَر°

بالــبَردِ يـغرقُ ، إنّـما أنـفاســها
تُرضعهُ زفراتِ العواصفِ والضّجَر°

وٱستنشقت عيناهُ خفقَ وريدها
من جيدها الهاوي على كفِّ الكَدَر°

حتّى المواسمَ بُدّلتْ قسماتُها
ٱنقَلبَتْ على قدَرِ الأجَنّةِ والمَطَر°

هذي سماءُ الغَيثِ رغمَ قبورهمْ
تـمــلا كوانينَ المَعرّة بالبَشَر°

خلطَتْ بـهمْ دمَـها المُكبّر بالهوى
فيشبُّ نـاراً ثـمّ صلّى وٱنـدَثَـر°

وعظامها في حُزمةِ الحَطّابِ لمْ
تُدفـئْهُ أو تَـبنِ الكراسي و الأثَـر°

و لحومُها عجفاءُ أو مَسمومةٍ
و الوحشُ حلّـلَ طُعمةً لنْ تُغتَفَر°

صبَأَ الهوى بين القوى حين ٱكتوى
وجهُ الحقيقةِ بالفواجرِ وٱزدَجَر°

قد هاجَ موجٌ بالسّحابِ فكُبكِبَتْ
أحمالُها تطفي الضّغائنَ و القَذَر°

أم دمّرَ البَرقُ الرَّعودُ حِياضها
سفَكَ المروءةَ في الحشّا لما فَجَر°

مَنْ يرحمِ الرّوحَ السّجينةَ بالنّوى
مَنْ يُنقذِ الأكبادَ مِنْ نابِ الخَطَر°

مَنْ يرسمِ البَسماتِ في طرقِ القُرى
فضفائرُ الأشجارِ عَرّاها المَــفَر°

وضمائرُ الأبوابِ يقرعُها الصّدى
ويضجُّ في عرَصَاتها شذرٌ مَـذَر°

وسقوفها نامتْ على جسدِ المَدى
ملأتْ عنانَ الأفقِ من نَفَسِ العَفَر°

تستأنسُ الأطيافُ ما ٱنصرفَ الرّدى
و بظِـلـهـا بـــدرٌ يتيمٌ للسّهَر°

لا لَـكْــنَةٌ سـوريّـةٌ لطيورِها
غِربانُ تنعقُ والوَغى نخرَ السَّمَر°

للصُّورِ نفخٌ ، بعدَ كلّ جَريرةٍ ،
بفمِ المظاليمِ صريراً لا يَــذَر°

و عـدالــةٌ ، دقّـتْ طبولَ قــيامــةٍ
يجري القَصاصُ بسيفها مهما ٱنتَظَر°

ذياب الحاج
بحر الكامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق