الثلاثاء، 18 فبراير 2020

هشام الصفطي (( هومو ))

(( هومو ))
دَرْبُ عَذَابٍ وَ ابْتِلاءٌ كَبيرْ
وَ كَأْسُ عَيْشٍ لَوْ عَلِمْتُمْ مَريرْ
حَاوَلَ إِصْلاحاً وَلكنْ سُدَىً
فَسَايَرَ الإِفْسَادَ مَاذَا يُضيرْ
مِنْ غُرْبَةٍ إِلَى اغْتِرَابٍ يَسيرْ
وَ مِنْ سَعيرٍ مُوقَدٍ لِسَعيرْ
يَموتُ مَرَّاتٍ وَيا لَيْتَهُ
يَقْتُلُهُ حَقَّاً فَناءٌ مُبيرْ
إِنِّي بَريءٌ مِنْ دِمَائِي فَمَا
طَعْنِي لِنَفْسِي وَ احْتِراقُ الضَّميرْ
مَا ذَنْبُ مَنْ ظَنَّ الطَّريقَ هُدَىً
ثُمَّ هَوَى فِي مُعْمَيَاتِ الشَّفيرْ
مَا ذَنْبُ مَنْ يَبْحَثُ عَنْ نَفْسِهِ
وَ كُلَّمَا يَقْرُبُ مِنْهَا تَطيرْ
يَبْحَثُ عَنْهَا فِي غُيوبٍ خَفَتْ
كَإِبْرَةٍ في كَومِ قَشِّ العُصُورْ
يَبْحَثُ عَنْهَا فِي دُجَى غَابَةٍ
حَيْثُ الشُّجَيْرَاتُ الفِراشُ الوَثيرْ
حَيثُ الليالي كُلُّهَا رَهْبَةٌ
وَ مَفْرَشُ البَدْرِ خُيوطُ الحَرير
هُنا ضِباعٌ جائِعَاتٌ سَرَتْ
وَ مِنْ بَعيدٍ راعَ صَوتُ زئيرْ
وَ قِرْدَةٌ مُرْضِعَةٌ طِفْلَهَا
لائِكَةً غُصْنَاً مُدَلَّىً نَضِيْرْ
مَاذَا جَرى لِلْقِرْدِ كَيفَ انْتَهَى
هَلْ سُوِّدَ القِرْدُ وَ صَارَ الأَمِيرْ
((هومو)) بَنى بَيْتَاً يَقِيهِ الرَّدَى
(( هُومو )) غَدَا في كُلِّ فَنٍّ قَديرْ
((هُومو)) طَغَى ، مَنْ فَوقَهُ يَا تُرَىْ
(( هُومو)) غَدَا حَقَّاً خَطيراً ... خَطيْرْ
يَغُوصُ كَالأَسْماكِ فِي بَحْرِهِ
وَ فِى السَّمَا مِثْلَ الطُّيورِ يَطيْرْ
لَكِنَّهُ يَموتُ يَا حَسْرَةً
كَيْفَ النَّجَاةُ مِنْ مَنونٍ تُغِيْرْ
لا زَالَ (( هُومو)) فَاقِداً نَفْسَهُ
يَصْعَدُ في اُفْقِ الزَّمانِ العَسيْرْ
لا زَالَ (( هُومو)) مَالِكَاً وَحْدَهُ
في كَوكَبٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ نَظِيْرْ
يُرْهِفُ لِلْغَيْبِ سَمَاعَاً عَسَى
يُسْكَبُ وَحْيٌ مِثْلَ غَيْثٍ طَهوْرْ
( هشام الصَّفْطي )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق