الجمعة، 28 فبراير 2020

سميرة المرادني " العشق بوحٌ وإعلانٌ"

" العشق بوحٌ وإعلانٌ"
أطلقتُ قيدَ الهَوى في سَاحِ وجداني
لمّا الحبيبُ أتَى سَعيا لأحضَاني

أبحَرتُ في قُبَلٍ باتت تسيّرني
نحو النّجومِ بُراقَا طافَ أكواني

دفنتُ رأسي على صدرٍ أعاتبه
فقالَ لي أسَفَا..الجهلُ أضواني

والخَدُّ من شَغفٍ قد عادَ مسكنَه
يَهوي على جُزُرٍ تاقت لشطآني

يا طيبَ مَبسمِه والوَصلُ يطفئُنا
طبعتُ من غَدقي في كلّ عنوانِ

يَجوبُ من وَلَهٍ في كلّ ناحيةٍ
ليستبينَ رضىً من بعدِ تحنانِ

كم بتُّ في أرَقٍ والصَّرُّ ينخرُني
حين ابتعدتَ إلى أطرافِ قيعاني

بموسمِ البَردِ كم أجّجتَ قافلتي
فارتدَّ فيَّ الرّوا من دفئِه الحَاني

بنيتَ من ظُلُماتِ الليلِ لي قمرا
أزاحَ عتمَ أسىً قد هدّ بنياني

أمَا تراني ونُورُ الحُبِّ باصرَتي
طَويتُ دَهرا لنا في جُبِّ أحزاني؟

أيَا حبيبا لَكَم أعيَت مراكبُنا
ربّانَ موجٍ عتَا صداً لرُكبانِ

مَا عَادَ يقلقُني لومٌ ولا حرَجٌ
فالعشقُ أجملُه في بَوحِ إعلانِ

سَأستزيدُ من الأشواقِ في عَجَلٍ
فمهدُ قلبي جفافٌ جدُّ عطشانِ

فرشتُ مائدةً من حرِّ صبوتنا
لأستقي عسلا من قبلُ أغواني

فلتقترضْ من عناقِ الأمسِ جمرتَه
كيما تداني نهيلا منك أرضاني

يا ماثلاً بشغافِ القلبِ لو عُمُري
يكفيكَ أمنحُه من غيرِ حسبانِ

لن أرتضي بدلا مهما الحبيبُ قسا
لعلّ حبّي له قد فاقَ أوزاني

سميرة المرادني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق