الاثنين، 9 ديسمبر 2019

Jamal Elkhaldi ////////////////////////// وَسْطَ ثَأْرٍ سَرِيْ وَ سِلْمٍ قَرِيْ فَحُبٍّ صَفِيْ

كان يمشي مالك ٱبن حمار الشاعر المغوار الفزاري في سوق عكاظ لبعض أغراض الشراء و التعاكظ في الشعر كعادة العرب إبان حجهم لسوق عكاظ، قرب ثقيف ثم مجنة، فذي مجاز بمكة قبيل حجهم لعرفة و منى فالكعبة خلال الأشهر الحرم. كانت عادة العرب التعاكظ و التفاخر بقبائلهم و مناقبهم البطولية و كرمهم و أخلاقهم و شرفهم في قصائد طوال يعرضها كل شاعر قبيلة على الحضور لتنشر بين العرب شفاهيا و كذا يعرضها للحكم على ذوقها اللغوي الفصيح و حَبْك معناها و سَبك إيقاعها على حكام الشعر العرب الكبار في خيم عكاظ، كمثل النابغة الذبياني، وقد كان عكاظ محجة لصنم بها، وسوقا لتجارة القوافل القادمة من كل من الجزيرة و الحيرة وغسان وكذا مركز ثقافي شعري أدبي سنوي راق، فبينما مالك يتجول في السوق بعمامته الخضراء تلثما، مرت قربه، فتاة فاتنة جميلة جذابة مع وصفائها العشرة، فراع قلبه بها فورا، فوصفها بأحلى وصف في مقدمة قصيدته هاته، و هو الذي شاب رأسه في الحروب منذ كان يافعا و لم يجد قط خلال هاته العقود ذلك العشق المنشود رغم كثير القيان و السبايا التي حازها من حروبه. فلعل هاته هي التي يبحث عنها، فهي شابة وجمالها مثير و لها حسب و نسب شريف. فٱكتشف بعد حديثه معها، أنها من نفس قبيلته فزارة و أنها بنت رئيسها الذي قُتلَ: نوفل الفزاري و قد كانت طِفلة من ذي قبل فتَرعرعت و كَبرت الآن، فلم يتعرف عليها وهي كذلك لم تعرفه لأنه كان مُلثمًا في كساء أبيض. هو يتلثم في السوق لأنها مليئة بمن يريد الثأر منه لكثرة من قَتل من أَجداد أو آباء أو أخوان من يريدون الثأر منه من القبائل في كل هاته السنوات من الحروب المتواصلة مع بني عامر و حلف الشمال الذي يتكون من بني عامر، القبيلة المتعددة البطون، ذات الأفخاذ العديدة و بني تميم و بني سليم و بني عني و بني أسد و جديلة و بجيلة و عكل و بنو قيس عيلان. وكان مالك قد قتل من بني سليم حرملة العكلي ومن بني كلاب ٱبن عامر، معاوية ٱبن الصموت الكلابي، الملقب بالأسد المجدع وهما شاعرين لقومهما و كذا رجلان آخران من بني قيس كبة من بجيلة، حين ٱستنجد به سيد بني مرة من حلف وسط الجزيرة، سنان ابن حارثة في إحدى أيام عرب الوسط مع عرب الشمال. و قد كان وعَدَه سنان بتزويجه ٱبنته خَولة، إن كرَّ على هؤلاء الخمسة الذين كانوا يلاحقون سنان، ففعل و فتك بهم واحدا واحدا؛ لكن سنان لم يجبه الى طلبه يد خولة منذ سنة و كأن سنان خَفر بوعده إياه، الشيء الذي يُحزنه و لا زال يأمَل أن ذاك الزواج، سوف يتحقق يوما ليصبح من وُجهاء قبيلة بني مُرة مع ما له من مكانة في قبيلة فزارة. و حلف وسط الجزيرة يتكون من قبائل غطفان العديدة البطون كقبيلة بني مرة الكبيرة ذات الأفخاذ الكثيرة من قبيلة فزارة و عبس و بيان وحالفهم كذلك أشجع و طيئ ومزنة و جهينة و بنو حنيفة وبنو صرمة.و قد يكون القتال بين قبيلتين من حلف واحد، فتتبدل الأحلاف حينئذ، و عدو الأمس يصبح حليفا؛ كمثيل ما فعلت بنو عبس حين حالفت أعداءها بنو عامر ضد بني عمومتهم بني ذبيان وحلفاءها. هاته الفتاة الجميلة بنت نوفل الفزاري، أخت لأسماء بنت نوفل التي خبأت درع عامر ٱبن الطفيل العامري وساعدته، مروءة منها،في إحدى معاركه مع بني مرة، عامر هذا الشاعر المغوار الفتاك من بني عامر، و لكن لم يمنعه هذا كله من قتل نوفل الفزاري أبيها و سيد قبيلتها في إحدى الغزوات، فنقمت عليه و ٱغتاظت وحنقت و أرادت بكل ما أوتيت من دهاء و مكر، أن تجزر رأس عامر مكرا و ثأرا لوالدها المسجى، لذا خيرت مالكا ٱبن حمار شاعرنا، بين خيارين: أن يأتيها مالك، بمَهر ثمين غال و خيالي، يكافئ مقام الشريفات و ذوات الحسب و النسب من حلل و حلي أو عوض عن ذلك كله يتعين له فقط أن يقتل عامرا في خيمته في عكاظ و يستحل الأشهر الحرم، ثم له أن يطلبها من قومها دون مهر فينال الرفعة و الجاه المبتغى من ذلك. و الأشهر الحرم لا تُنتهك عند العرب عرفا ودينا، إلا من شذ من القبائل و هذا العرف الديني تلتزم به جميع العرب و تَعتبر ٱنتاكها، سُبة بل جناية و عارا لا يُغتفر لمن تعدى حرمتها . و قد يُنبذ مَنْ فَعل هذا من قبيلته ليستحل دمُه ويُهدر بين القبائل دون جور وحماية قبيلته له. رأى مالك أن خفاف ٱبن ندبة السُّليمي الملقب بأبي خراشة الشاعر المغوار و الفارس الفتاك يتتبعه منذ أيام مضت في عكاظ متلثما ومترصدا له، فتوعده في قصيدته هاته. و كانت العادة أن يجتمع العرب في عكاظ و توضع النزاعات و الثؤور مدة الأشهر الحرم و قد يلتقي القاتل مع من يُريد ثأره في سلام والغيظ مكظوم في القلوب و هي فرصة كذلك للتعرف على قاتل الأب أو الجد او أحد الأقارب حتى إذا ٱنقضت المواسم، عادت الحروب لعهدها و كذا الأخذ بالثؤور. كان خفاف السليمي متلثما مدَّثرا في ثيابه يترقبُ مالكا، ليأخذ به ثأر الشاعر المقتول السُّليمي، الفارس مُعاوية ٱبن عمرو،أخو الشاعرة الخنساء وأخو الشاعر الصنديد صخر وكان قد قتلهُ هشام المري من بني مرة و فزارة فخذ من بني مرة،في إحدى الحروب بين الحلفين، الوسط والشمال، فتعقب خفاف السليمي، مالك الفزاري المري في أروقة عكاظ ليتحقق من وجه من سيأخذ الثار منه بقتل معاوية. ختم قصيدته مالك بالتذكير بضرورة الصلح وقبول الدية اللبن بين القبيلتين و أحلافها، و الذي رفضته بنو عامرو حلفاؤها مرارا من قبل ويذكر بتبعات هذا الرفض على الأعقاب الأحداث من أبناءهم و أحفادهم، وذكر في ختام القصيدة حسرته على تواصل هذا الصراع الدائب الذي لا ينتهي منذ عقود، كلما قُتِل طرف من القبيلتين أخذ بثأره الطرف الأخر، فأذكيت الثؤور من جديد دون مُوقفٍ لها إلا إذا وجد يوما حكماء في سلالة الحلفين. فحزن على هاته الحال، مُعلما في ختام قصيدته أنه قد كَرِه الحروب و هو المقبل على الشيخوخة، لا عجزا عنها ولا خشية من الموت، و لكن درئا لسفه الحوادث العديمي الخبرة في الحياة و الحكمة وحتى في الحروب و موتهم جزافا بلا طائل، وكذا عدم معرفتهم بعواقب الحروب وفنون القتال وثقتهم المفرطة بالنفس و هم الذين نشؤوا في الحرب و لم يذوقوا أو ينعموا قط بالسلم في حياتهم كي يحبوه و يطلبوه. وتذكر حبه المفقود لموعودته وهي ترمز في القصيدة بالسِّلم والأمان المنشود، وأنه يُعوض في أعماق قلبه، كرب فُقدانه لأي حب حقيقي في حياته، بالفتك المفرط و القتل للكماة المدججين بالسلاح في الحروب. و ذكر أنه بسبب هاته الحروب، قد يفنى الرجال من القبيلتين كلهم، عن آخرهم، تصل إلى درجة، أن ولدت بنت و وصلت عشر سنوات و لقلة أو فناء مُعظم الرجال في المعامع و ميادين القتال، ستكون عانسا حتى قبل بلوغها والقصيدة خيالية مسوحاة من أحداث وشخصيات و اقعية حقيقية وجدت في أيام العرب في الجاهلية ... خذ نفسا عميقا وٱستمتع أخي القارئ بقصيدتي السينية في ١١٥ بيتا٠ قراءة ماتعة . . .
.
.
عنوان القصيدة
وَسْطَ ثَأْرٍ سَرِيْ وَ سِلْمٍ قَرِيْ فَحُبٍّ صَفِيْ
تأليف - د جمال الخالدي
.
.
بَــلاَنِــي قَــدِيــمُ الْـهَــجْــرِ قُــرْحـاً فَـأَبَّـسَـا
مَـتَى مَـا ٱكْـتَـسَى جَــلْـبـاً، فُـؤَادِي تَـنَكَّـسَــا
حَــلَأْهُ بَـطِــيءُ الْــخَـطْـوِ حِـيـنَ تَـمَـايَـلَـتْ
بِـجَـنْـبِـي وَسَـهْــمٌ مِــنْ لَـوَاحِــظِـهَــا رَسَـا
مُــرُورٌ لَـهَــا أَجَّ الــدَّفِــيــنَ مِــنَ الْجَــوَى
فَـقُلْتُ ٱخْـمَـدِي يَا مُضْغَتِي وَ دَعِي النِّـسَـا؟
فَـهَـلْ لَمْ يَعِـضْكَ الْكَـفَّ عَـنْ طَلَبِ الْهَـوَى
بَـيَـاضُ الــنَّــوَاصِـي ثُـمَّ غَـابِــرَةُ الأَسَــى؟
فَــخَــفْـــرٌ لِــوَعْـــدٍ مِــنْ مُــؤَثَّـــلَ نَـبْــعُـهُ
إِبَــانَ الْــوَغَـى آلٍ فَـــأَخْــنَــسَ أَعْــمَــسَــا
عَــلاَمَ صَــحَـاكَ الْـقَــلْـبُ بَـعْـدَ تَــمَـاثُــلٍ؟
فَـلاَ طَــوْلَ مِـنْ صَحْـوٍ بِمُـقْـتَـرَبِ الْـمَـسَـا
تَــزُورُ الْحِـسَـانُ الْـمَـرْءَ وَ هْـــوَ مُـحَـرَّمٌ
عَــلَــيْــهِ إِذَا مَــا الــظَّــهْــرُ مِـنْــهُ تَقَــوَّسَـا
وَ يَــرْجُــو وِصَـــالاً آمِــلاً عَــوْدَ نَــبْـظِــهِ
بِـأُنْـثَـى رَمَــتْ بِــاللَّـحْـظِ حَـرَّكَ مَـا جَـسَـا

وَقَـدْ بَـرَّزَتْ لِلــشَّــيْــخِ تَــصْـــدُرُ مَـا لَـهَـا
طَـحَــا رَوْعُــهُ مِــنْ حُـسْـنَـيَـيْـهِ وَقَـدْ دَسَـا
نَصِـيـفٌ رَوَى عِـطْــراً تَــطَـايَــرَ بَــاسِـقًـا
قُــبَــالِـي تَـنَــدَّى مِــنْــهُ جَــوِّيَ نَــرْجِــسَـا
فَــنَـصَّـتْ لِــجِــيـدٍ تَـسْـتَــدِيرُ كَـمَـنْ خَـشَـا
عُــيُــونـاً، فَـأَعْـنَـقْــتُ ٱسْــتِــرَاقـاً مَقَـابِسـاً
بِـأَنْـفِـي وَ طَــرْفٌ مِـنْ وِشَــاحِـهِ غَـشَّـنِـي
فَــبَـسَّــتْــهُ عَــنِّــي لاَ تُــبِــيــنُ تَــوَجُّــسَــا
بِـــفِـــيــهٍ قَــــنِــيٍّ مُــنْــــفَـــجٍ بِــعَــلَــنَــدْمٍ
وَ سَــحْــرٍ بَـــرِيٍّ قَـــدْ أَنَـــارَ الْــمَـجْـلِـسَـا
هَــدَى بَــسْــمَــةً مُـسْــتَــوْثِــقـاً مِـنْ وَقْعِهَـا
أَذَابَـــتْ حَـــشَــا شَـيْـخٍ فَـهَــامَ وَ أَحْــلَـسَــا
فَــتَــاهَ الْــوَقِــيــرُ الْــقَــرُّ فِي سُـمْـرِ اللَّـمَى
وَ بِـيـضِ الْـمُـحَــيَّــا تَـحْـتَ أَغْـيَسَ حَنْدَسَـا
أَدَارَتْ رُوَيْـــــداً رَأْسَـــهَـــا وَخَـــمَــائِــــلٌ
بِــكَــهْـلِي فَــطَــافَ الْعَــيْـنَ فِيَّ تَـحَـسُّـسَــا
غَـــدَا ثَــامِــلاً مُـسْـتَـبْـشِـــراً وَصْـــلاً بِــهِ
فَـحُـسْـــنُ اللُّـمَــيِّ ٱفْــتَـظَّ حِـجْرَهُ، أَحْـبَـسَـا
فَـــخَـــدٍّ أَسِـــيــلٍ بَــضَّ حَــفَّـــهُ نَــزْعَــتَــا
نِ مَـظْــفُـــورَتَــانِ الـسُّـؤْرُ عُـقِّصَ قَوْنَـسَـا
لَــهَــا جُــمَّـةٌ نَـبْــعُ الْـغَــدَائِـــرِ قُــرْمِــلًــتْ
لِــفَــافــاً تَــدَلَّـى كَــالْــجَــرِيــدِ عَــلَــنْـكَـسَـا
شِـــجَــــارٌ بِــهُـــدْبٍ عَــثْــكَــلَــتْــهُ كَــأَنَّــهُ
أَفَــاعِي نَـزَتْ مِـنْ ثُـقْـبِ جُـحْـرٍ تَـكَـرْدُسَـا
لَــهَــا مِــنْ زِجَــاجٍ فَـــوْقَ أَحْــوَرَ مُـكْحَـلٍ
سِـهَـــامـاً وَ عَــيْــنٌ فِــي عَــرِيـنَيْنِ أخْــنَـسَـا
حُــفُــوزٌ إِذَا شَــــدَّ الـسِّـــيَـــاتَ مُــلَامِــسـاً
غَــضَـارِيـفَ أَعْــلاَ الْـخَـيْشَمَـيْـنِ وَ عَـبَّسَـا
وَ أَلْـقَى بِــشَــزْرٍ فِــي فَــرَائِــضِ كُـضْـرِهِ
كَـبَــزْمٍ لِـــرِمْـــشٍ فَـــوَّقَـــتْــهُ فَــأَوْعَــسَــا
أَصَــابَــتْ بِــهِ قَــلْــبَ الــذَّرِيـئَـةِ فَـالْـحَشَـا
مَــتَى أَغْـمَـضَـتْ طَـرْفـاً يُـقَـابِـلُ مِعْـطَـسَـا
وَ فِـي خَـطْــوِهَــا رِسْــلٌ كَــأَنَّ وَصَــائِـفـاً
لَـهَــا عَـشْـــرَةٌ يَــخْــدُمْــنَــهَــا وَ أَوَانِــسَــا
إِذَا أَوْمَــــــأَتْ أَمْـــــراً تَــبَـــدَّدُ حَـــوْلَــهَــا
قَــطُــوفٌ كَـمُـــؤْتَــمٍ لِــضِـجْــعِـهِ نَـاعِـسَـا

فَــفَــاهَــتْ بِــصَــوْتٍ يَــسْــتَــرِقُّ رَخَـامَـةً
وَ طَـرْفٌ يُـبَـاحِـثُ فِــي الْـمُعَجَّـرِ مُـنْـفِـسًـا
فَـــهَــلْ أَيِّـــمٌ أَنْــتَ الْـــوَسِـــيــمُ بِـــلِـحْــيَـةٍ
وَ مُـعْـتَــمُّ فِــي بِـيـضِ الـسَّـرَابِـلِ مُكْـتَسَى؟
أَجَــبْــتُ الْـمَـهَــا مُــسْــتَـغْــرِبــاً وَ مُــؤَمِّلاً
وِصَــالاً وَ إِنْ فَــرْضـًا زَكَـا فَـلَـقَــدْ خَـسَــا
وَ أَرْدَفْـتُ إِي وَ الْعَيْنُ تَـشْخَصُ فِي الْمَـدَى
وَطِـيـدَ الـثَّـرَا وَ الْعَـظْـمُ عَصْلَـبُ قَدْ عَـسَـا
وَ قَــدْ أَبْــتَــغِـي حِــلَّ الْـمُــرَادِ فَـهَــلْ لَـنَــا
ضَـمَــانُ الْــوَفَــا أَمْ مَــرْجِــعٌ لِـيَ مُنْـكَـسَـا

أَجَـــابَــتْ وَ خَـــدٌّ صَــعَّــرَتْــهُ وَ تَــتَّــقِــي
بِــشَـفْــنٍ يُــرَامِــي بِــالْعُــيُــونِ تَـجَــسُّـسَـا
تَـصِـيـدُ الْغَـمُـوسَ الْهِـتْـرَ فِي شَـبَـكِ الْـبَهَـا
غَــنِـيـمَــتُـنَــا شَـــرْطٌ لِأَهْـــرَفَ خَــابِـسَــا
ولاَ بَــهْــرَ نَــرْجُــو بِــالْـقِــرَانِ؛ جَـلاَؤُنَــا
عِــيَــابٌ حَـــوَاهَــا مَــا يُــكَــافِــئُ أَلْــوَسَـا
فَـمَـهْــرٌ لَــنَـــا أَلْـــفٌ وَ أَلْـــفُ مَــثَــاقِـــلٍ
وَ عِـقْــدٌ مِــنَ الـدُّرِّ الْــثَــمِــيــنِ تَــخَـمَّـسَـا
وَ قُــرْطٌ وَ قُــلْــبٌ مِــنْ لَآلِــئَ قُــنْــطِــرَتْ
بِــتِــبْــرٍ وَ شَــذْرٌ فِي خَــلاَخِــلَ وَسْــوَسَــا
وَ دِرْعٌ مُــوَشَّــى بِــالــدِّمَــقْــسِ وَ مِجْــوَلاً
بِــهُــدْبٍ مُــحَـلَّى وَ الصِّــدَارَ وَ طَــيْــلَسَــا
كَــذَا السَّــابِــرِيَّ وَ شَــمْــلَـةً وَ قَــطِــيــفَــةً
وَثِــيــرُ الْفِـــرَا وَالْــبَــتُّ طُــرِّزَ سُــنْــدُسَـا
وَ الْإِتْـبُ مِــنْ نَـسْــجِ الصَّـيَاصِي بِـحِـمْـيَرٍ
وَ أَبْــرَادَ عَــصْــبٍ بُــطِّــنَــتْ وَ بَــرَانِسَــا
وَ الــسِّــــبُّ مِنْ خُــمْــرٍ وَ خَــــزِّ بَــرَاقِــعٍ
بِــــرَقْــــشٍ قَــــرِيٍّ لِلَّــــذِي هُــوَ عَــرَّسَــا
وَ فَــرْشٌ مِنَ الْنَّـسْــجِ الْحَـصِـيفِ جِــلاَلُــهُ
مَــيَــاثِـــرُ نَــثْــرَى حَــوْلَـهُ وَ طَــنَــافِــسَــا
فَــإِنْ كَـانَ فِي صَــيْـدِ الظِّــبَــا لَكَ مَـطْـمَـعٌ
فَـتَـرِّسْ وَخُـضْ حَزْنَ الـدَّلِـيـعِ فَـقَـدْ عَـسَى
وَعَــرِّجْ عَــلَى دِيــرِ الــسُّــرَاةِ بِــرَبْــعِــنَـا
أَنَــا بِــنْــــتُ قَــــرْمٍ مِــنْ فُــــزَارَ تَــرَأَّسَـا
...
سَــيُغْــنِــيـكَ عَـمَّـا قَـدْ شَـرَطْتُ مَـخَــاضَـةً
بَـــدَا دَرْكُــهَــا سَــهْــــلٌ لِــشِــمَّــرَةٍ وَسَــى
لِإِبْــنِ الطُّـفَــيْـلِ ٱقْـصِـدْ مَـطِيَّـكَ وَٱقْـتَـحِــمْ
سَــمَـا لِـقْــوَةٍ نَــشْــبًـا لِظُـفْـرِكَ فِي النّــَسَــا
فَــهَــاذَاكَ فُــسْــطَــاطُ الْــمُعَــنَّى طَــانِــبًــا
بِــقَـــوْرَا عُــكَــاظٍ بِــالــرِّمَــاحِ تَــحَــرَّسَــا
فَــإِنْ كُــنْــتَ فِي حُـرْقِ الْــبِــنَـا بِــلُـمَــيَّــةٍ
فَــأَدْرِكْـهُ فِي الصِّــيـوَانِ إِنْ هُــوَ غَــلَّــسَـا
وَجَــــرِّعْــهُ لِلـــزِّئْــفَــانِ مِــنْ يَــدِ فَــارِسٍ
يُــوَازِي عَــقِــــيــلاً مِــنْ فُــزَارَةَ أُرْمِــسَــا
فَـلاَ غَــيْـرَ مُــنْــفَــصَـلِ الْــقَـــذَالِ لِعَــامِــرٍ
مُــهُــوراً، تُــكَــافِــيـنَـا إِذَا هُــوَ قَــدْ حَـسَــا
خِــضَــابًــا لَــهُ مِــــنْ شِــقِّــــهِ بِـــمُــوَسَّــدِ
أَبِـــي نَــوْفَــــلٌ، زَادَ الْـقَــبِــيــلَـةِ أَرْكَــسَــا
لِــيَخْــبُــو حَــرِيــقٌ فِــي فُــؤَادِيَ مِــنْ أَبِي
عَــلَى غَــادِرٍ يَــوْمَ الْــكَــرِيــهَــةِ فَــارِسَــا
فــوَعْــدٌ عَـلَــيْــنَـا حِـــلُّــهُ بِــمُــــزَفَّ مِــنْ
أَثِــيــلٍ يُــصِـيــبُ الْعِــزَّ مِــنْـهُ وَ مَــرْأَسَــا
فَــإِنَّــا لَــكُــمْ بِالــشَّــوْقِ نَــرْقُــبُ زَوْرَكُــمْ
لِــرَبْــــعٍ لَــنَــا إِنْ تَــــمَّ ذَحْـلِــيَ وٱرْتَـسَـى

رَعَــوْتُ إِذِ الْـحَــسْــنَـا سَــلِــيــلَـةُ رَبْـعِـنَــا
قَــدْ ٱسْــتَــرْأَلَ الْعُــودُ الطَّــرِيُّ وَ مَــيَّــسَـا
أَهَــلاَّ عَــرَفْــتِ الــشَّــيْــخَ بَــعْــدَ جَــلاَئِــهِ
لِــثَــــامَـــهُ؟ إِنِّــي قَــــدْ أُبَــــادِلُــكِ الْأَسَــى
أَنَــا مَــالِـكٌ إِبْــنُ الْــحِــمَــارِ عَــرَفْــتِــنِــي
فَــلاَ كُــنْـتُ فِي شَهْــرِ الطَّـوَافِ مُــدَنِّــسَــا
ضَـعِي بُــرْقُـعـاً إِنَّ الْمَــوَاسِــمَ قَــدْ حَــوَتْ
لِأَضْــغَــاثِ نَـاسٍ وَالْــخَـلِــيــطُ تَــنَـجَّــسَــا
فَــلاَ كُــنْــتُ سَــفَّـاكَ الــنُّـفُــوسِ بِسُـوقِـهَــا
وَ لاَ مُــسْــتَحِـلاًّ حُــرْمَ شَــهْــرِهِ، أَوْكَــسَــا
وَ مَــا ضَــرَّنَــا أَنْ نَهْــتَــدِي بِــهُــدَى الْإلـ
ــهِ مِــنْ جُـرْهُــمٍ فِي حِــجِّــنَـا وَ مُــقَـدِّسَــا
وَ لاَ أَشْــتَــهِي دَرْكَ الطَّــوَائِـلِ فِــي الْمَــوَا
سِـمِ، ٱفْـرَنْـقِـعِي، عَـنِّي حَـسِــبْـتُـكِ مُومِـسَا
فَــيَــا مُــهْـــرَةً لَــيْــسَ الْــكَــرِيــمُ بِــغَــادِرٍ
بِعَـرْصَـا ثَـقِــيـفٍ، لَــسْـتُ أَجْــذَمَ أَقْــنَــسَــا
وَ لاَ عَــيَّــرَتْــنِي الْــعُــرْبُ أَنِّــيَ صَــابِــئٌ
مُــحِــلٌّ لِــعُــرْفٍ لِلْــكَــفَــافِ، فَــأَنـحَــسَــا
...
وَ لِـي بِــنْــتُ جِــذْمٍ فِي ٱنْــتِــظَـارِ تَـحِــلَّــةٍ
لِــوَعْــدٍ لِــمَــنْ أَنْـجَــدْتُ غَــمْـراً مُعَـرَّسَــا
وَقَــدْ هَــالَــنِــي خَــفْــرُ ٱبْــنِ حَــارِثَةٍ وَفَــا
سَــأُبْــقِي رَجَـــائِي خَــوْلَــةً مُــتَــحَــمِّــسَــا
أُرَاعِــي جَــدِيـدَ الــدَّهْـرِ عَــلْـهُ مُــطَـاوِعِي
فَـــلاَ بَــــرَّ ذَاكَ الْــوَعْــــدَ أَوْ بِــهِ أَلْــوَسَــا
سِــنَـانٌ شَـدِيدُ الْجَــنْــبِ مُكْـتَــنِــزُ الشَّــوَى
قَــرِيــرٌ لِعَــيْــنِ الضَّــيْــفِ إِنْ هُــوَ أَلْبَسَــا
نَــــدِيُّ الْأَكُــفِّ، الــــرِّفْــدُ مِــنْــهُ مُــؤَثَّــلٌ
وَ جَـارُهُ مِــنْ قَــرْيِ الْـمَـضَافِ تَـخَــيَّــسَـا
يُــوَفِّــي الْــعَــدِيــمَ الظَّــنَّ قَــبْــلَ سُــؤَالِــهِ
وَ عِــنْـدَ الْعَــوَادِي، بَــاتَ رَأْيُــهُ أَخْــيَــسَـا
جَــسُــورٌ إِبَــانَ الْـحَــرْبِ حَـاسِــرَ دِرْعِــهِ
يُــــرَادِي نِــــزَالاً لِلْــكُــمَــاةِ عَــفَــرْنَــسَــا

أُحَــاذِرُ أَنْ أَلْـــقَــى الْــكَــشِــيــحَ لِــحَــرْدِهِ
وَ كُــلٌّ يُــدَارِي الْــغَــيَّ فِــيــهِ مُــعَــبِّــسَــا
فَــفِي السُّــوقِ مَــنْ رَامَ الْــمِــحَالَ لِــثَــأْرِهِ
وَ قَـدْ غَـصَّ مِــنْ طَـعْــمِ السِّـنَـانِ وَ قَـلَّـسَـا
يَطُــوفُ بِــأَسْــوَاقِ الْمَــجَــنَّــةِ، ذِي مَـجَــا
زَ رَصْـداً لِـمَـنْ مِــنْ بَـطْــشِــهُ قَــدْ تَـأَلَّسَــا
يُــلَاقِي الْحَــنُـوقَ الْمُــشْـتَـهِــي لِطِـعَــانِــهِ
حَــرِيـداً يَــشَــاسُ الْــقَــوْمَ مُــدَّثِــرَ الْـكُـسَـا
وَ إِنِّــي رَأَيْـــتُ الشَّــــرَّ فِي غَــرِبِ اللّــِبَى
خُــفَــافَ ٱبْــنَ نُــدْبٍ، لاَ أُجَــاوِرُ أَلْــيَــسَــا
وَ لِــي ثَــأْرُهُــمْ عُــكْــلِيُّ حَــرْمَــلَـةُ الَّــذِي
قَــتَـلْـتُ وَ خَـمْـسًا فِي الــدُّرُوعِ أَكَـــايِــسَــا
كَـذَا ٱبْـنَ الصَّـمُـوتِ ٱرْتَـثَّ لِـيـتُـهُ إِذْ هَـوَى
بِسَــيْـفِي خَضِــيـبًـا، فِي الـرِّدَاغِ مُغَــمَّـسَــا
فَــإِنْ رَامَ حِــــلاًّ فِــي عُــــكَــاظَ لِــحَــذْلِــهِ
فَــقَــدْ قَــاتَ لَـحْـمٌ مِــنْــهُ أهْـرَسَ مِـنْهَــسَـا
إِذَا مَــا نَــــوَى ثَـــأْراً خُــرَاشَــةُ أَلْــفَــنِــي
خَــبِــيــراً بِــأَخْــذِ الْــمُــرْتَمِي لِيَ أَهْــوَسَـا

فَــيَــا ٱبْــنَـيْ عُــمَــيْــرٍمِـنْ سُلَيْمَ تَــرَشَّـدُوا
وَ إِلاَّ فَــجَــمْــعٌ فِـي الْــقِــفَــــارِ تَــكَــدَّسَــا
وَ مَـاذَا عَـلَــيْــكُـمُ إِنْ رَضِــيــتُـمُ عَــقْــلَـنَــا
فِــدَاءَ الْــمُــسَـجَّى مِــنْــكُــمُ عِــوَضٌ أَسَـى
فَــإِنْ كَــانَ مِــنَّــا مِــنْ كُــلُــومٍ تَـلَــثْـلَـثَــتْ
فَــقَــدْ نَـــالَ مِــنَّــا بَــأْسُــكُــمْ فَــتَــغَــرَّسَــا
فَــهَــيَّــــا بَــــنِــي أُمِّــي لِــصُـلْــحِ وَدِيَّــــةٍ
هُــنَــيْــدَةُ تَـحْـذُو أُخْـتَـهَـا، لِـمَ تَــشْــمِــسَـا؟
وَ إِلاَّ فَــبَــعْــضُ الــنَّــفْــعِ أَبْــــرَأُ لِلْــهِــيَــا
جِ لَـوْ تَـقْــبَـلُـوا عَــيْـسَـاءَ تَعْــقُـبُ أَعْــيَـسَـا
فَــإِنْ كَــانَ بُــــدٌّ مِــنْ رَحَــى بِــثِــفَــالِـهَــا
فَــقَــدْ حَـالَـفَـتْ طَــيْئٌ وَ أَشْجَعُ فِي الْمَـسَــا
حُــشُــودٌ لِــمُــرَّةَ ثُــمَّ مُــزْنَــةَ فِــي الْــفَــلاَ
تَــرُدُّ الْـجَـهُــولَ الْــرُّشْــدَ إِنْ هُـوَ أَبْــلَـسَــا
فَــوَعْــدٌ عَــلَــيْــنَــا إِنْ أَبَــيْــتُــمُ عَــرْضَنَــا
أُلُــــوفٌ تَــحَــــاذَى، لِلْــحَـدِيــدِ لَـــوَابِــسَــا
تُـوَافِي ضُـحىً حِــلْـفَ ٱبْــنِ عَامِــرَ كُــلِّهِـمْ
سُــلَـيْــمًـا وَ تَــيْــمــاً فَــوْقَ أَجْــرَدَ أَمْـلَـسَــا
أَشَــاوِسُ بُــهْـــمٌ بَــعْــــدَ حَــــجِّ يَــقْــفُــلُــوا
جَـمِــيــعًـا لِــحِـلْـفٍ لَـيْــسَ يُــدْفَـعُ إِنْ رَسَـا

فَـلاَ مَـطْــمَـعِي، بُــلْغَ الْمَــمَـاتِ بِــأَفْــرُشِي
وَ لَــكِــنْ طِعَــانًــا فِي الْمَــعَــامِعِ أَشْــوَسَــا
وَإِنِّـي سَــئِــمْـتُ الْحَـرْبَ يَــا ٱبْــنَــةَ نَوْفَــلٍ
إِذَا مَــا فَــنَــيْــتُ الْقِــرْنَ، أَنْـسَــلَ أَتْعَــسَــا
وَقَــدْ رَاعَــنِي فِي الشِّعْـرِ يَــا ٱبْنَـةَ نَــوْفَــلٍ
كَــثِـيــرُ الْمَـرَاثِي، قَــدْ تَــخَـلَّـلَـهَــا الْأَسَــى
مَــرَاثِــي عَــلَى بُهْــمٍ أَحِــبَّــةُ فِــي الْــوَغَى
أَسِـــيــفًــا إِبَــــانَ اللَّــــيْــلِ أَرْجُــزُ آيِــسَــا
لِأَصْــحَــابِ دَرْبٍ يُــخْـــطَــفُــونَ بِــغِـــرَّةٍ
إِذَا مَــا الــرَّدَى رَوَّى الْحُــسَـامَ وَ قَدْ مَـسَى
وَ مَـا قَـدْ طَعِــمْـتُ الْحُـبَّ غَــيْـرَ نُـهَــيْـسَـةٍ
وَ فِي الْحَـرْبِ لِي فِي خَـمْدِ غَيْظِيَ مِنْفَـسَــا
أُلاَقِــي الْكَــمِـيَّ، ٱسْــتَـلَّ سَــيْــفَـهُ حَــانِـقًــا
أُرَوِّيــهِ مِــنْ طَــعْــمِ الْمَـحَــبَّــةِ مَــا قَــسَــا
أَشُــكُّ الــدُّرُوعَ الــصُّــمَّ ضَــرْبَــةَ جَــانِــحٍ
و أَجْــنِي حَــلِــــيــلاً لِلْــقَــتِــيــلِ مُــؤانِــسَــا
وَ مَـا قَــدْ رَوِيـتُ الْعِــشْقَ قَــطُّ وَ لَوْ رَوَتْ
سِــبَــاءُ الْـوَغَى لَهْــوَ الْغَـرِيـزَةِ عِـلْـمَــسَــا
فَــدَرْكُ الْهَـوَى لاَ يَــنْــتَــفِـلْـهُ شَهِـي النِّسَــا
فَــجَـنْيُ الـلَّآلِي قَــصْـرُ مَنْ هُـوَ أَغْـطَــسَــا
عَــضِــيـلٌ دَرَاكُ الْـحُـبِّ يَــا ٱبْـنَـةَ نَــوْفَــلٍ
فَــمَــنْ غُــذَّ سُــخْــطًـا، كَـــالَهُـنَّ بِمَا خَسَــا

وَإِنِّــي عَــلَى الْــعُــمْــرِ السَّحِــيــقِ لَمُبْتَــلَى
حَــذِيٌّ لِــرَبْعِــي فِــي الْــقَــرَارِ مُـعَــبِّــسَــا
وَإِلاَّ ٱبْــتَــغَــيْــتُ الــسِّــلْــمَ جَــاهِــدَ عَــاذِلٍ
وَرَافِـضِ أَرْشٍ فِـي الْـمَـصَارِعِ مُـلْـطَــسَــا
عَــــرِيــــمٍ لِــحِــــقْــــدٍ إِذْ تُــــوُتِّــرَ أَهْــلُــهُ
وَ مَـا قَــدْ خَــبَـا مَــا قَــبْـلُ فِــيـهِ تَـلَــبَّــسَــا
وَمُــودٍ شَــكَــاةً قَــدْ تَــسَـــرْبَــــلَ يَــافِــعًــا
وَ لاَ مُـمْـعِــنًـا صُـلْحـاً لِصَـدْرِهِ مُـقْــعِــسَــا
غَــرِيــرٍ لِـوِرْدِ الْـمَــوْتِ يَـحْــقِـرُ نَــفْــسَــهُ
فَــيَـغْــدُو فِـــداً لِلــنِّــكْـلِ، ضُـعِّــفَ أَتْــرُسَـا
يُــهَـادِي مَــخَـاضَ الْمَـوْتِ ضِحْـكَـةَ وَاثِــقٍ
وَ أَقْــحَــافُ غُــمْــرٌ مِــنْ جُــدُودِهِ يُــبَّــسَــا
وَ لاَ زَالَ ذَاكَ الْــوَغْــــرُ يَــضْــنَــأُ سِـــيَّــهُ
إِلاَ أَنْ يَــزُورَ الْحِـلْـمُ فِــي الـنَّـسْـلِ كَــيِّـسَــا
لِــكَــبْــشَــــيْــنِ قُــرْمٍ أَخْــمِـــدُوهُ تَــلاَبُــنــاً
دَرَاكـــاً لِــجَــزْرٍ بِــالــتَّــلاَتِــــلِ بَــاخِــسَــا
...
وَ مَـا الـظَّـنُّ أَنْ نَـوْكَ ٱبْــنِ نُـدْبَـةَ مُـشْـتَـفَى
لِــمَــا كَـانَ أَخْـفَى فِي الْـكُـشُـوحِ وَ دَسَّـسَــا
فَإِنْ رُمْــتَ قَـــتْــلِي بَــعْــدَ حِــلِيَ تَــلْــقَــنِي
رَدِي لِأْمَـتِـي، صَــلْـبَ الْـمُـذَكَّــرِ أَحْــوَسَــا
أَرَنَّ الْحَــرَاكِ، الْضَّــرْبُ تَحْتَ طَـفَــاطِــفٍ
نَــئِــيــمٌ كَمِــثْــلِ السَّـهْــمِ أُمْــرِقَ هَــامِـسَــا
تَــوَهَّــــمَ رَيًّــا مِــنْ دِمَــائِـــيَ ذُو الصَّــدَى
مَتَى مَا دَنَــا، صَـعْــقًــا بَــــدَا لَــهُ بَــاجَـسِـــا
وَ مَــا إِنْ لَـهَـا غَــيْــرَ الْمُضَــرَّمِ فِي الْفُــؤَا
دِ مِــنْ فَــقْـــدِهِ خِـــلاًّ فَــقَــاسَــمَ أَغْــبَــسَــا
دَرَاكــــاً لِــــقِـــرْنٍ دَوْلَــــةً لِــــتُــبُــولِــهِــمْ
دَوَائِـــسَ عِــكْــصٌ رَامَ آخَــــــرَ أَشْــرَسَــا
فَــتِــلْـكَ الظَّــغَـائِـنُ فِي الْجَــوَى لِخَـوَالِــفٍ
إِلَــى أَنْ تُـصَــيِّـرَ بِــنْـتَ عَــشْـرٍ عَـانِــســا
.

ـــ د جمال الخالدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق