قصة للأطفال :
ميلاد مجيد:
من بين كل أعياد الميلاد التي مرت تبقى تلك الذكرى هي الأغلى....فمازالت رائحة الورود على يدي
سوف أحكي لكم ما حصل..
كنت في الصف الأول، وكانت أختي منال في الصف الثالث، وماهر الصغير في الروضة،
عدنا من المدرسة ونحن في غاية السعادة فقد انتهينا من الامتحانات وبدأت عطلة الميلاد، وكعادتنا أخذنا نستعد لقضاء فترة أعياد الميلاد في منزل الجد مع باقي أفراد العائلة، أخذت أمي تعدّ الحلوى والبسكويت، وأخذنا قائمة المشتريات وذهبنا إلى الدكان القريب، قرأت أختي القائمة للبائع : طحين، بيض، شوكولا، كريمة...... ساعدناها أنا وماهر في حمل الأغراض، وساعدنا والدتي في تزيين الحلوى وتغليفها، ووضعها في علب جميلة وربطناها بشريط ملون.
وبعد أن انتهينا، دخلت والدتي تحمل صندوقاً أحمر اللون عرفناه وهتفنا فرحاً: إنّها زينة الميلاد، فتحناه وأخرجنا الزينة، وأحضرنا المقص وورق الزينة واللاصق، وأخذنا نصلح ماتلف منها ونصنع ماتعلمناه من جديد، وبعد أن انتهينا، وضبنا الزينة، ونمنا ونحن نحلم بالشجرة والميلاد....
في اليوم التالي أكملنا الاستعداد وساعدنا والدي في وضع الأغراض في السيارة، ولبسنا الملابس السميكة الدافئة، وفي الوقت المحدد انطلقنا إلى قريتنا القريبة، وبعد أن ابتعدنا عن المنزل تذكرت أننا نسينا، أنوار شجرة الميلاد في المنزل، فقلت لأبي: عليك أن تعود إلى المنزل فقد نسينا أنوار شجرة الميلاد يا أبي. لكن والدي قال: سوف نتأخر كثيراً، فالبيت أصبح بعيداً، قالت أمي: حسناً نستطيع أن نشتري من هذا المخزن، نزلنا مع أبي واشترينا شريط لمبات صغيرة ملونة رائعة الجمال، ونحن في غاية السعادة، انطلق والدي من جديد وتعالت أصواتنا بالغناء، لكن والدي توقف فجأة، وساد الصمت، فقد كان هناك رجل في الطريق يشير لنا بكلتا يديه والرجاء في عينيه، اقترب بسرعة وقال لوالدي: مساء الخير، أرجوك أن توصلني إلى منزلي، فأنا غائب منذ فترة وأريد أن أصل إلى أطفالي في ليلة الميلاد، قال أبي: كنت أتمنى أن أساعدك، لكن لا وقت لدينا سوف نتأخر، فقال أرجوك، من أجل أطفالي، قالت أمي والدموع في عينيها: ما رأيكم أن نوصله إلى منزله ونعود بسرعة لن نتأخر كثيراً، سكتنا جميعاً علي مضض، جلس معنا في المقعد الخلفي وهو سعيد جداً، أخرج الهاتف الجوال، وقال لنا: أنا العم هيثم، هذه صور أولادي الأربعة وهم في أعماركم تقريباً، وأنا مشتاق لهم، فقلت له: أين كنت؟ فقال: أنا مقاتل في الجيش، وقد كنا في مهمة.
لكنّ منزله كان بعيداً، تأخرنا في الوصول، في طرف القرية كان منزله الصغير، وكانت الإضاءة خجولة، نزل من السيارة ودعانا للدخول، نزلنا و كان أخي ماهر بحاجة الدخول إلى الحمام، سبقنا العم هيثم وطرق الباب، بعد قليل جاء صوت امرأة: من هناك؟ فقال لها بفرح: افتحي بسرعة لقد أتيت، وعندما فتحت الباب خرج أربعة أطفال يصيحون بفرح وقد تعلقوا بوالدهم :لقد تحققت أمنيتنا وعاد أبي، ثمّ انتبهوا لوجودنا، قال الوالد: الفضل لهم ياأولادي، تفضلوا تفضلوا.
دخلنا وجلسنا على الأريكة، نظرنا إلى المائدة المتواضعة، ثمّ إلى شجرة الميلاد الفقيرة الزينة، ثمّ نظرنا إلى أمي، التي ابتسمت وهزت برأسها، فركضنا إلى السيارة وأحضرنا صندوق الزينة الأحمر، وأخذنا نزين الشجرة نحن وأولاد العم هيثم، وأخيراً وضعنا شريط اللمبات الملونة وأضاءت الشجرة الجميلة، ثم أحضرنا صناديق الطعام والحلوى من السيارة ووضعناه على المائدة، أخرج والدي هاتفه الجوال وتحدث مع جدي وقال: سوف نتأخر ابدؤوا الاحتفال بدوننا. وهكذا.. احتفلنا بالميلاد، أكلنا وشربنا وغنينا ورقصنا ولعبنا بسعادة، وقد عرفت معنى كلمات والدتي: من يعطي الورود، تبقى رائحتها على يديه.
د. هند حيدر
ميلاد مجيد:
من بين كل أعياد الميلاد التي مرت تبقى تلك الذكرى هي الأغلى....فمازالت رائحة الورود على يدي
سوف أحكي لكم ما حصل..
كنت في الصف الأول، وكانت أختي منال في الصف الثالث، وماهر الصغير في الروضة،
عدنا من المدرسة ونحن في غاية السعادة فقد انتهينا من الامتحانات وبدأت عطلة الميلاد، وكعادتنا أخذنا نستعد لقضاء فترة أعياد الميلاد في منزل الجد مع باقي أفراد العائلة، أخذت أمي تعدّ الحلوى والبسكويت، وأخذنا قائمة المشتريات وذهبنا إلى الدكان القريب، قرأت أختي القائمة للبائع : طحين، بيض، شوكولا، كريمة...... ساعدناها أنا وماهر في حمل الأغراض، وساعدنا والدتي في تزيين الحلوى وتغليفها، ووضعها في علب جميلة وربطناها بشريط ملون.
وبعد أن انتهينا، دخلت والدتي تحمل صندوقاً أحمر اللون عرفناه وهتفنا فرحاً: إنّها زينة الميلاد، فتحناه وأخرجنا الزينة، وأحضرنا المقص وورق الزينة واللاصق، وأخذنا نصلح ماتلف منها ونصنع ماتعلمناه من جديد، وبعد أن انتهينا، وضبنا الزينة، ونمنا ونحن نحلم بالشجرة والميلاد....
في اليوم التالي أكملنا الاستعداد وساعدنا والدي في وضع الأغراض في السيارة، ولبسنا الملابس السميكة الدافئة، وفي الوقت المحدد انطلقنا إلى قريتنا القريبة، وبعد أن ابتعدنا عن المنزل تذكرت أننا نسينا، أنوار شجرة الميلاد في المنزل، فقلت لأبي: عليك أن تعود إلى المنزل فقد نسينا أنوار شجرة الميلاد يا أبي. لكن والدي قال: سوف نتأخر كثيراً، فالبيت أصبح بعيداً، قالت أمي: حسناً نستطيع أن نشتري من هذا المخزن، نزلنا مع أبي واشترينا شريط لمبات صغيرة ملونة رائعة الجمال، ونحن في غاية السعادة، انطلق والدي من جديد وتعالت أصواتنا بالغناء، لكن والدي توقف فجأة، وساد الصمت، فقد كان هناك رجل في الطريق يشير لنا بكلتا يديه والرجاء في عينيه، اقترب بسرعة وقال لوالدي: مساء الخير، أرجوك أن توصلني إلى منزلي، فأنا غائب منذ فترة وأريد أن أصل إلى أطفالي في ليلة الميلاد، قال أبي: كنت أتمنى أن أساعدك، لكن لا وقت لدينا سوف نتأخر، فقال أرجوك، من أجل أطفالي، قالت أمي والدموع في عينيها: ما رأيكم أن نوصله إلى منزله ونعود بسرعة لن نتأخر كثيراً، سكتنا جميعاً علي مضض، جلس معنا في المقعد الخلفي وهو سعيد جداً، أخرج الهاتف الجوال، وقال لنا: أنا العم هيثم، هذه صور أولادي الأربعة وهم في أعماركم تقريباً، وأنا مشتاق لهم، فقلت له: أين كنت؟ فقال: أنا مقاتل في الجيش، وقد كنا في مهمة.
لكنّ منزله كان بعيداً، تأخرنا في الوصول، في طرف القرية كان منزله الصغير، وكانت الإضاءة خجولة، نزل من السيارة ودعانا للدخول، نزلنا و كان أخي ماهر بحاجة الدخول إلى الحمام، سبقنا العم هيثم وطرق الباب، بعد قليل جاء صوت امرأة: من هناك؟ فقال لها بفرح: افتحي بسرعة لقد أتيت، وعندما فتحت الباب خرج أربعة أطفال يصيحون بفرح وقد تعلقوا بوالدهم :لقد تحققت أمنيتنا وعاد أبي، ثمّ انتبهوا لوجودنا، قال الوالد: الفضل لهم ياأولادي، تفضلوا تفضلوا.
دخلنا وجلسنا على الأريكة، نظرنا إلى المائدة المتواضعة، ثمّ إلى شجرة الميلاد الفقيرة الزينة، ثمّ نظرنا إلى أمي، التي ابتسمت وهزت برأسها، فركضنا إلى السيارة وأحضرنا صندوق الزينة الأحمر، وأخذنا نزين الشجرة نحن وأولاد العم هيثم، وأخيراً وضعنا شريط اللمبات الملونة وأضاءت الشجرة الجميلة، ثم أحضرنا صناديق الطعام والحلوى من السيارة ووضعناه على المائدة، أخرج والدي هاتفه الجوال وتحدث مع جدي وقال: سوف نتأخر ابدؤوا الاحتفال بدوننا. وهكذا.. احتفلنا بالميلاد، أكلنا وشربنا وغنينا ورقصنا ولعبنا بسعادة، وقد عرفت معنى كلمات والدتي: من يعطي الورود، تبقى رائحتها على يديه.
د. هند حيدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق