الاثنين، 30 ديسمبر 2019

Gasan Sh //////////////////// (( زمان العميان والطرشان ))

(( زمان العميان والطرشان ))
يعرج القلم بقدمٍ مكسورةٍ على هوامش السطور
يتلكأ ؛ يتعتع الحروف ؛ يعن ؛ يئن ؛ ضرير قد أ بصر النور
يجتاز الدروب يتهجأ الأبجدية
يرتاب ؛ يعجز في نطق الحروف ؛ يتلعثم.بالنطق حروفه بلكنة غربية ..
يخربش على صفحات الورق ,,
صريره يخدش الآذان ,, ضجيجه يهز الأسماع...
يقرع غشاء الطبل ومن ضوضائه تتجلّي الأمور
يرعد,, يبرق,, يزفر ,,
فرتْ الرؤى وتبعثرتْ الحكايات وانتحرتْ العباراتْ
في أروقة الذاكرة المتخمة بالآوجاع تعرتْ القصيدة من جلجلة المعاني
قلمٌ أصابه الزكام يعطس الحروف من منخريه يفرك الاحمرارالذي اعتراه
أدميَّ من التريث و من كثر العركِ
الأناملُ مشلولة ترتعش,, تتوخى الير اع
والكلماتُ مجزوزةُ الأعناق مبتورة الحواس
من شقوق قاموس اللغة تسربتْ الحروف
ذاكرةٌ مثقوبةٌ كالغربال وأبوابٌ موصودة بأقفالِ الحديدِ
ونوافذٌ مخلوعةٌ تتسلل منها فراشات الحقول
أزهار الربيع مشلوعة الأفكار
صدأتْ الحروف في جوقة الطيور
شاحَ القلم بوجهه وشاخْ ,, فالزمان المعطوب لا يصلح للشعراء
تصطلي القصيدة في زوابع النيران وفي مواقد الوجع يتسول الشعراء
من الصراخ يخلقون أغنية ,,ومن الدمار يصنعون حرية للعصافير
ومن الظلم يرسمون فرحةً للأطفال وعروساً توزع الزنابق البيضاء على المدعوين
رائحة الشواء بارودٌ ودخان وشتاء القصيدة ممطرٌ وملبدٌ بالغيوم
يُعتصر القلم والقصيدة حُبلى والمخاض عسير
في معبد الكهان وفي ثوب القداسة جلجامش يبري القلم ويصنع منه نصلاً
و من دم الغزالة يشرب حرية البراري الوحشية
فض بكارة اللغة العذراء وانتحل شخصية القديس
عشتار كسرتْ المرايا وفردت ضفيرتها على درجات الهيكل,, وتنتظر العشاق
حروف قصيدتي عقيمة تخلتْ عن جاذبيتها وعن جديلتها
غسلتْ أحداق الكرى غشيها الموج والهيجان
في مخدع العروس تتلوى
أميرة فوق الديباج والحلل
فُرشِ القصيدة مطرزة بالحرير والريحان
والقابله العجوز دائماً متأخرة ,, تجهض القصيدة
ينكفئ القلم على الأوراق ,, يعلن الحداد الرسمي ,, يتحصن في مشيمة الصمت
يلجأ إلى زنزانة العزلة ويكتب حروفه المصلوبة بحركات الإيماء
أيقن القلم أنه من العار.تدوين الحروف في صفحات العميان
وأنه من الحماقة أن يقرأ الشاعر قصيدته بين الطرشان
فالحثيث والهمس لن يدركه المجانين والجهال
فقول الحقيقة لايجدي في زمان الإنس والجن
هذا الزمان زمان العميان والطرشان.
الشاعر غسان أبو شقير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق