عندما يأتي الثلج ...
.....................
- 1 - عندما يأتي الثلج يسكن فضاءاتي البياض، وتختفي الهمسات والرياض،
ويأتيني الحنين ثم الحنين ثم الحنين إلى زمن أتى أو لم يأت بعد، وإلى وجوه
رأيتها أو لم أرها بعد، وإلى كلمات تشكلت في غموضي لحنا أو لم تتشكل بعد،
وإلى أسماء حاورتها أو قرأت عنها أو تقاطع طريقي بطريقها أو سكنتني دون أن
أدري أنها سكنتني ولم تخرج من سكناها بعد ...
- 2 - عندما يأتي الثلج أكتشف أنا الآخر، وأكتب دون أن أكتب بقلمي الآخر،
وأسير سيرا معاكسا مشاكسا في طريقي الآخر، وأختفي دون قصد في مثلثات
الأحلام وتفجيرات الألغام ومدارات الحقائق والأوهام وكوابيس النهار والظلام
لأرى الغائب الآخر والحاضر الآخر والبعيد القريب الآخر والآخر الآخر الذي
ما كان الآخر ولا صار الآخر الذي يسميه الوجود والجحود الآخر الآخر الآخر
...
- 3 - عندما يأتي الثلج أصرخ صامتا وأصمت صارخا لعل البياض المتساقط من غيب السماء يدرك كم هي غريبة هذه الذات الغريبة وكم هي كئيبة هذه الذات الكئيبة ... أصرخ دون انقطاع وأصمت دون انقطاع ليبقى البياض بياضا ولا يسودّ حين الوصول، وتبقى الحياة حياة ولا تتوتر أو تتفجر أو تتحجر أو تتخنجر كما حدث في حكايات الأصحاب والأتراب والذين مروا من هنا حينما كان التراب يلد التراب والناس دوما في حاجة إلى الغراب الذي يواري الغراب ...
- 4 - عندما يأتي الثلج يتصاعد البرد من ثلجي الأبدي ويعصف الزمهرير في جنبات الروح الباحثة عن الدفء المفقود والشعاع الموعود والربيع المرصود والموجود الذي ما كان له وجود ... يخطفني البياض من جوف الكلمات والعقبات والمسارات العابرات وما تتعارف عليه اللغات بالماضي والحاضر وما هو آت فأرحل إلى عوالم الشمس التي رحلت عنها الشمس وتقاسمها التعس والنكس فتحولت إلى هذا السراب الذي لا يبدأ ولا ينتهي ولا يمّحي ولا يختفي ولا تعرف كنهه الثقافات والفلسفات والشائعات التي روتها الإخباريات والإحصائيات ...
- 5 - عندما يأتي الثلج ... وكم يأتي الثلج مجازا وحقيقة ... تنحني المستقيمات وتعجز التعريفات وتفقد معناها التحليلات والتأويلات ثم تٌطرح الأسئلة التي كانت في البدء أسئلة ولم تجد لها أجوبة بعد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم أ.د. بومدين جلالي - الجزائر
- 3 - عندما يأتي الثلج أصرخ صامتا وأصمت صارخا لعل البياض المتساقط من غيب السماء يدرك كم هي غريبة هذه الذات الغريبة وكم هي كئيبة هذه الذات الكئيبة ... أصرخ دون انقطاع وأصمت دون انقطاع ليبقى البياض بياضا ولا يسودّ حين الوصول، وتبقى الحياة حياة ولا تتوتر أو تتفجر أو تتحجر أو تتخنجر كما حدث في حكايات الأصحاب والأتراب والذين مروا من هنا حينما كان التراب يلد التراب والناس دوما في حاجة إلى الغراب الذي يواري الغراب ...
- 4 - عندما يأتي الثلج يتصاعد البرد من ثلجي الأبدي ويعصف الزمهرير في جنبات الروح الباحثة عن الدفء المفقود والشعاع الموعود والربيع المرصود والموجود الذي ما كان له وجود ... يخطفني البياض من جوف الكلمات والعقبات والمسارات العابرات وما تتعارف عليه اللغات بالماضي والحاضر وما هو آت فأرحل إلى عوالم الشمس التي رحلت عنها الشمس وتقاسمها التعس والنكس فتحولت إلى هذا السراب الذي لا يبدأ ولا ينتهي ولا يمّحي ولا يختفي ولا تعرف كنهه الثقافات والفلسفات والشائعات التي روتها الإخباريات والإحصائيات ...
- 5 - عندما يأتي الثلج ... وكم يأتي الثلج مجازا وحقيقة ... تنحني المستقيمات وتعجز التعريفات وتفقد معناها التحليلات والتأويلات ثم تٌطرح الأسئلة التي كانت في البدء أسئلة ولم تجد لها أجوبة بعد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم أ.د. بومدين جلالي - الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق