السبت، 21 ديسمبر 2019

الشاعر محمد الخالدي ///////////////////////// اللغة العربية مياسة العود

اللغة العربية
مياسة العود
إن الجمال إلى عينيك ينتسبُ
وفيك أضحى فؤاد الصبِّ يحتسب
صرعتِ قلبي بسهم الحب من مقلٍ
فبتُّ اشحذ من عينيك ما تهبُ

تلتاع في قدك المياس أغنيتي
ويعزف العمر لحن الشوق والحقب

من خدك الورد تجنيه مكتبتي
فقبَّلت ثغرك الأقلام والكتب

أنت الربيعُ إذا اخضرَّت له صورٌ
وخبّأ العاشقين العشب والقصب

يا ربّة الشعرِ ألقاني إذا امتنعت
عني القصيدة في نجواك أكتئب

دانت لك الشمس والأفلاك يا لغةً
لها العلا والذرى والمجد ينتسب

يا نخلةً فتنت أحلام قافيتي
فأرسلت بالهوى أطيافها الرطب

والحرف يخفق في العلياء منتشياً
فما لندٍّ له جاهٌ ولا نسبُ

فمنه سطَّرَ ربُّ الكون آيته
وفيه وثَّق ذا التنزيل من كتبوا

ما كنتِ يوماً سوى نورٍ ومعرفة
ونهر علمٍ وترياقٍ لمن شربوا

بيان قومٍ وصرحٌ فيه قد خبأُوا
كنوز دهرٍ توشى حسنها الأدب

فخبّأ العلم في أركانه شغفٌ
وما يُخبأُ إلا الدرّ والذهبُ

يا حسنَ معشوقتي في قدها عجبٌ
تعطي إذا مَنَعتْ من عينها الهدب

ما أعجز الدهرُ في يومٍ فصاحتَها
فينزف الفعل أشواقاً وينقلبُ

والحرف تجعله خمراً إذا سكروا
ومن لباس التُّقى بالخُمرِ تحتجب

في سحرها عجبٌ إن قلت قد شبعوا
من جوعهم زمناً أو قلت قد سغبوا

مياسة العود ما شاخت ولا عجزت
لو شاخت الشمس ما انهلّت لنا السحب

الله أودعها حفظاً أمانته
لا يحفظ الروحَ من للموت يُنتدبُ

في جذرها زمنٌ ما شاء خلّده
للناس تشتقُّ آفاقاً وتكتتبُ

في هجرها ضرر يمضي به قدرٌ
في عقدها دررٌ في وصلها الأرب

هي التي جلست يوماً على أفقٍ
شمساً فما غربت ذي الشمس يا عرب

محمد عايد الخالدي /الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق