إلى أمي وكلّ أم :
رقيقُ القلب في طُهرِ الملاكِ
وما داناكِ إنسٌ في عُلاكِ
وما داناكِ إنسٌ في عُلاكِ
فكم أضنيتِ جسمكِ في سقامي
وشاقَ النّومُ جفنكِ بل جفاك
لقد أبصرتني من قبلِ عينٍ
أُقلّبُ ما أقَلّبُ في حشاكِ
ولم أُدركْ عذابكِ في احتمالي
فكانَ الصّمتُ داءكِ أو دواكِ
رضعتُ حنانَ صدركِ في أمانٍ
ويطوي الخوف عنّي جانباكِ
نعمتُ بقوّتي من ضعفِ أُمّي
وما لهناءتي إلّا شقاكِ
نذرتِ العمرَ لي بذلاً فلمّا
رأيتِ العمرَ يكبرُ في فتاكِ
نفضتِ الهمَّ والإعياء حتى
رأيتِ صبايَ بعضاًمن صباكِ
وكنتِ إذا غفوْتِ لفرطِ جهدٍ
رأيتِ لنا فما كذبت رؤاكِ
فلولا ما تلاقي من هلاكٍ
لأجلي كان في الدّنيا هلاكي
عفوتِ عن الشّقاوةِ حين كانت
غذاءَ طُفولتي وبها أذاكِ
وكنتُ ولا أزالُ لديكِ طفلاً
كأنّ العمرَ تُمسكهُ يداكِ
إذا عثرتْ خُطايَ سألتُ نفسي
إذا أنا لم أنلْ يوماً رضاكِ
شبابي كانَ صُنعَكِ بعدَ كدٍّ
وما ألقاهُ فيضٌ من نداكِ
أأُنكِرُ ما تُقِرُّ بهِ الليالي
وأنسى أدمُعَ الأُمّ البواكي
إذاً ما كنتُ يا أُمّاهُ يوماً
جديراً أن يُحصّنني دعاكِ
لقد علّمتني أنا سنأسى
لمن لم يعطِ مثلكِ غيرَ شاكِ
بكِ الأخلاقُ والأوطانُ تسمو
ويبنيها كرامٌ من ضناكِ
فكم بلغ العظامُ المجدَ لمّا
أُعِدّوا للعظائم في ذَراكِ
لئن يا أُمُّ غِبتِ فلي عيونٌ
إلى حيثُ استدرتُ بها أراكِ
لعمري من أطاعكِ طاعَ ربّاً
ويعصي اللهَ حقاً من عصاكِ
فويلٌ للذي قد عقّ أُمّاً
رعت فيهِ الحياةَ فما رعاكِ
تخلّصَ منكِ حين كبرت سنا
وفي تيهِ الملاجيء قد رماكِ
فضيّعَ ما وهبتِ لهُ هباءً
وأمسك كلّ شيءٍ ما عداكِ
وأعرض جاحداًشغلتهُ عنكِ
لعوبٌ إذ تَنَعّمُ في جناكِ
وما عرفتْ بانّ الظُّلمَ دينٌ
ستدفعهُ مُعطّرةُ السّواك
فلا واللهِ ما وفّيتُ ديْناً
عليّ ولو مضى عمري فداك
شاعرالمعلمين العرب
حسن كنعان/ أبو بلال
وشاقَ النّومُ جفنكِ بل جفاك
لقد أبصرتني من قبلِ عينٍ
أُقلّبُ ما أقَلّبُ في حشاكِ
ولم أُدركْ عذابكِ في احتمالي
فكانَ الصّمتُ داءكِ أو دواكِ
رضعتُ حنانَ صدركِ في أمانٍ
ويطوي الخوف عنّي جانباكِ
نعمتُ بقوّتي من ضعفِ أُمّي
وما لهناءتي إلّا شقاكِ
نذرتِ العمرَ لي بذلاً فلمّا
رأيتِ العمرَ يكبرُ في فتاكِ
نفضتِ الهمَّ والإعياء حتى
رأيتِ صبايَ بعضاًمن صباكِ
وكنتِ إذا غفوْتِ لفرطِ جهدٍ
رأيتِ لنا فما كذبت رؤاكِ
فلولا ما تلاقي من هلاكٍ
لأجلي كان في الدّنيا هلاكي
عفوتِ عن الشّقاوةِ حين كانت
غذاءَ طُفولتي وبها أذاكِ
وكنتُ ولا أزالُ لديكِ طفلاً
كأنّ العمرَ تُمسكهُ يداكِ
إذا عثرتْ خُطايَ سألتُ نفسي
إذا أنا لم أنلْ يوماً رضاكِ
شبابي كانَ صُنعَكِ بعدَ كدٍّ
وما ألقاهُ فيضٌ من نداكِ
أأُنكِرُ ما تُقِرُّ بهِ الليالي
وأنسى أدمُعَ الأُمّ البواكي
إذاً ما كنتُ يا أُمّاهُ يوماً
جديراً أن يُحصّنني دعاكِ
لقد علّمتني أنا سنأسى
لمن لم يعطِ مثلكِ غيرَ شاكِ
بكِ الأخلاقُ والأوطانُ تسمو
ويبنيها كرامٌ من ضناكِ
فكم بلغ العظامُ المجدَ لمّا
أُعِدّوا للعظائم في ذَراكِ
لئن يا أُمُّ غِبتِ فلي عيونٌ
إلى حيثُ استدرتُ بها أراكِ
لعمري من أطاعكِ طاعَ ربّاً
ويعصي اللهَ حقاً من عصاكِ
فويلٌ للذي قد عقّ أُمّاً
رعت فيهِ الحياةَ فما رعاكِ
تخلّصَ منكِ حين كبرت سنا
وفي تيهِ الملاجيء قد رماكِ
فضيّعَ ما وهبتِ لهُ هباءً
وأمسك كلّ شيءٍ ما عداكِ
وأعرض جاحداًشغلتهُ عنكِ
لعوبٌ إذ تَنَعّمُ في جناكِ
وما عرفتْ بانّ الظُّلمَ دينٌ
ستدفعهُ مُعطّرةُ السّواك
فلا واللهِ ما وفّيتُ ديْناً
عليّ ولو مضى عمري فداك
شاعرالمعلمين العرب
حسن كنعان/ أبو بلال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق