صــــبر وصـــمت طــــويل
-----------------------------------
صبرت صمتا طويلاً، كبرت في هذه الأرض
الشمس لم تشرق، الأشجار أعشاب ميتة
انتهت خضرة السهوب لا يخضر فيها غير الحزن والبؤس والمجاعات
الموت فراغ في جسد إنساني يزيل صدى الرعود
رعشة خفية تطير مثل خطوات الشمس نحو المغيب في نزهة صيفية
يجب أن نغني، لا أغنية لنالا صمت لا صوت سرائرنا تشكو الأرق
نمد أيادينا إلى السماء نبكي حزنا، كطيور تنتظر الصياد
نصطاد كالأرانب في الحقول في الطرق في الحزن والمسرات
كتبوا عنا الأكاذيب والهزل الرخيص
تمنينا لم نخط الحرف الاول، لم نصعد للشمس
تبقى الآلام بعيدة عن التعريف، نكون للجوع والحزن أشّد
مدينتنا هجرناها كغرباء لا تعرف المساء
غنينا أغانٍ مليئة بالحزن والرعب والفزع
تشبه أساطير الخرافات أنشدناها بحوافر الخيل
بالسيف والرمح ننقشها أسماء على الأحجار
السحب البرق شرايين سمائي، ماء المقل مياه الأنهار
أمي أين خبزي الزهر الوردي في حديقة الأيام
الحياة جميلة حين تنحدر شمساً ومطراً
أيام المحنة أمشي مرفوع الهامة
أفزع إلى ظلمة لا تهطل فيها القذائف
لا يذوق الأعداء طعم موتي لا يتقاسمون معي حقلي
آهٍ وطني
كُنتَ قوي تمدنا بالخبز في أيام لا نملك فيها
تمدنا بالشجاعة حين يلبسنا الخوف
قدح وكتاب في انتظارنا
بطل حين قطعوا عنا الهواء
قيدوا أيامنا الحلوة المليئة بالمسرات
لطخوا أيادينا بالدماء والسماء بالسل
لم نمت ولم تزهق الأرواح
نحب المسرّة نحب الفرح
حجزوا دجلة ويبسّوا الفرات
اغتسلنا وغسلنا الأواني وأعددنا الشاي بمياه الآبار والأمطار
جارتنا ثلاثة أيام جاعت سرقوا الفرح وحليب الأطفال
سنوات مرّت تمنحون الأعداء خيراتي
مدن محترقة نار مشتعلة في صوارينا
حليبك أمي رضعته مدفوناً بأحزاني
لا تجزعي لا تخافي امسحي شلال الدمع
سأعود أمسح الدمع وأضمد كل الجراح
الحماس المحبة تمتد إلى ما لا نهاية.
**********
د.المفرجي الحسيني
صبر وصمت طويل
العراق/ بغداد
17/11/2018
-----------------------------------
صبرت صمتا طويلاً، كبرت في هذه الأرض
الشمس لم تشرق، الأشجار أعشاب ميتة
انتهت خضرة السهوب لا يخضر فيها غير الحزن والبؤس والمجاعات
الموت فراغ في جسد إنساني يزيل صدى الرعود
رعشة خفية تطير مثل خطوات الشمس نحو المغيب في نزهة صيفية
يجب أن نغني، لا أغنية لنالا صمت لا صوت سرائرنا تشكو الأرق
نمد أيادينا إلى السماء نبكي حزنا، كطيور تنتظر الصياد
نصطاد كالأرانب في الحقول في الطرق في الحزن والمسرات
كتبوا عنا الأكاذيب والهزل الرخيص
تمنينا لم نخط الحرف الاول، لم نصعد للشمس
تبقى الآلام بعيدة عن التعريف، نكون للجوع والحزن أشّد
مدينتنا هجرناها كغرباء لا تعرف المساء
غنينا أغانٍ مليئة بالحزن والرعب والفزع
تشبه أساطير الخرافات أنشدناها بحوافر الخيل
بالسيف والرمح ننقشها أسماء على الأحجار
السحب البرق شرايين سمائي، ماء المقل مياه الأنهار
أمي أين خبزي الزهر الوردي في حديقة الأيام
الحياة جميلة حين تنحدر شمساً ومطراً
أيام المحنة أمشي مرفوع الهامة
أفزع إلى ظلمة لا تهطل فيها القذائف
لا يذوق الأعداء طعم موتي لا يتقاسمون معي حقلي
آهٍ وطني
كُنتَ قوي تمدنا بالخبز في أيام لا نملك فيها
تمدنا بالشجاعة حين يلبسنا الخوف
قدح وكتاب في انتظارنا
بطل حين قطعوا عنا الهواء
قيدوا أيامنا الحلوة المليئة بالمسرات
لطخوا أيادينا بالدماء والسماء بالسل
لم نمت ولم تزهق الأرواح
نحب المسرّة نحب الفرح
حجزوا دجلة ويبسّوا الفرات
اغتسلنا وغسلنا الأواني وأعددنا الشاي بمياه الآبار والأمطار
جارتنا ثلاثة أيام جاعت سرقوا الفرح وحليب الأطفال
سنوات مرّت تمنحون الأعداء خيراتي
مدن محترقة نار مشتعلة في صوارينا
حليبك أمي رضعته مدفوناً بأحزاني
لا تجزعي لا تخافي امسحي شلال الدمع
سأعود أمسح الدمع وأضمد كل الجراح
الحماس المحبة تمتد إلى ما لا نهاية.
**********
د.المفرجي الحسيني
صبر وصمت طويل
العراق/ بغداد
17/11/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق