السبت، 17 نوفمبر 2018

قصة قصيرة بعنوان ( تجاعيد فنجان قهوة ) بقلم المتألقة \ نونا محمد



قصة قصيرة .. 
( تجاعيد فنجان قهوة ) 
.
وعلى أرصفة صدفة إلتقته 
كان مساء خريفيا متلونا بشفق يذوب خلف تلك النوافذ المشرعة على ضجيج بشر وطريق .
كانت تحتضن كوب قهوتها بدفء فتتسرب سخونته لأطراف أناملها لتستكين من برودة أيامها وريح بزمهرير. 
رأته هناك رجلا منهك يلتف برداء وحدة وقت ضائع من ذاكرة الأيام. 
وبهدوء جلس على طاولة في ركن قصي من المقهى 
كان مريبا بهالة من غموض تحتويه وكأنه يحمل تحذيرا .. ممنوع الإقتراب. 
شعرت به يدفن ذاكرته في قاع فنجان قهوته 
وبشرود أشعل سيجارة ظل يتأمل دخانها المتصاعد دقائقا وكأنه يحفظ تعاريجها المتناثره في الهواء .
وفجأة إلتفت إليها وتلاقت تساؤلاتها بجمود صمته حتى كادت برودة نظراته أن تحيل ربيع فنجان قهوتها لشتاء بصقيع .
أوتعلم كم قاومت طغيان إجتياحك؟؟
أنت لاتعلم بأنك عندما دنوت بظلالك من مقعدي شعرت بلفحة برد تجتاح كياني من شعر رأسي حتى أصابع قدمي.
وبصوتك الهادئ إجتحت عوالمي وحطمت عشرات السدود وألغيت كل تأشيرات الدخول لمدينتي بشرقية شتائك تسللت لحدودي وتوغلت مابين شرايين عزلتي.
* إتفضلي ..
_ إيش دا ؟؟ 
* بطاقتي الشخصية 
_ فيصل سعيد 
دكتوراه في جراحة التجميل. 
رفعت رأسها ببطء إليه 
فأسترد قائلا ..
*أنا شايف تجعدات أسفل عيونك وعند أطراف فمك وأنا مستعد أساعدك ياريت تتصلي بالسكرتيرة وتاخدي موعد .
وبعظمة مضى وحمل بقاياه وغادر 
المقهى .
هل تلك هواجس الأربعين أم هو هذيان سنوات عجاف بلا سقيا مطر ولا غمامة حنين .
وظلت تنظر بغباء لبطاقته 
_الرجل طلع دكتور وإكتشف أربعينية تجعداتك يا سها. 
ولم تشعر إلا بقهقة عالية تتسرب من بين شفتيها 
* ألو ..
_ سها إنتِ فين المدير بيسأل كتبتي مقالة اليوم 
* إيوه.
_ طيب إيش إسمها ..
ورمقت طاولة تسكن ركن قصي وفنجان قهوة بلا حياة.
* إسمها ..
تجاعيد فنجان قهوة .. !!

بقلمي نونا محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق