ألمتنبي شاعر وشارع ثقافي
بقلم ألكاتب محمود ألجبوري ـ ألعراق ـ بابل
ألشاعر ألعراقي أبو ألطيب ألمتنبي(915 ـ 965م)هو ( أحمد بن ألحسين ألجعفي) ولد في حي قبيلة كندة بالكوفة ،نظَم ألشعر وعمره تسع سنوات ،إشتهر شعره بالحكمة ، أجاد وصف ألمعارك وألحروب فكان شعره سجل تأريخي ، كان شجاع وطموح ومحب للمغامرات، غزير ألأنتاج ومفخرة للأدب ألعربي ، ترك 326 قصيدة ،لقّب بـ (ماليءألدنيا وشاغل ألناس) ،سجن سنتين في حمص من قبل أميرها (لؤلؤ) من 321 ـ 323 هجرية، معظم شعره هو مدح ألأمراء وألحكًام ، عاش أجمل أياَم حياته في بلاط سيف ألدولة ألحمداني في حلب وأصبح من شعراء بلاطه عام 337هجرية ، ثلث شعره مدح في سيف ألدولة ، كان لديه كبرياء يلقي ألشعر قاعدا بين يدي سيف ألدولة ،قوله في سيف ألدولة :
كأنك قمرا وألملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهم أحد
سافر إلى مصر ومدح كافور ألأخشيدي حاكمها وكان عبدا أسود مدحه في قصيدتين ولم يحصل على مبتغاه فخاطبه قائلا :
أصبحت أغنى خازنا ويدا أنا ألغني وأموالي ألمواعيد
لا تشتري ألعبد إلَا وألعصى معه إنَ ألعبيد لأنجاس مناكيد
هجى كافور بقوله :
أغاية ألدين أن تحفّوا شواربكم يا أمّة ضحكت من جهلها ألأمم
خرج من مصر يوم عيد بعد أن حطّوا من منزلته بقوله :
عيد بأيّة حال عدت ياعيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد
عاد إلى ألكوفة ودافع عنها عندما هاجمها ألقرامطة عام 353 هجرية ،هجى (ضبّة بن يزيد ألأسدي) بقصيدة شديدة سببت مقتله فيما بعد ،خال (ضبّة) هو (فاتك ألأسدي) ، سافر إلى بلاد فارس(إيران)ومدح عضد ألدولة ألبويهي وهي آخر قصيدة في حياته وكانت تحمل نذر ألموت قال فيها :
فدا لك من يقصر عن مداكا فلا ملك إذن إلاّ فداكا
وبعد لقائه بعضد ألدولة في شيراز من أعمال فارس وعند عودته إلى بغداد يوم 23/12/965 م ألمصادف 24 رمضان 354 هجرية لقيه (فاتك ألأسدي) هجم عليه مع 61 من قطاع ألطرق بقيادته ،ألمتنبي أراد ألهرب فقال غلامه (مفلح) أتهرب وأنت ألقائل ؟ :
ألخيل وألليل وألبيداء تعرفني وألسيف وألرمح وألقرطاس وألقلم
فردّ عليه ألمتنبي بقوله قتلتني قتلك ألله ، قتل معه إبنه ( محمد) ونفر من غلمانه ، مكان ألقتل دير ألعاقول في ألنعمانية ، وكان قد جمع ديوانه في شيراز فتطايرت أوراقه في ألهواء ،تخليدا للشاعر ألمتنبي ودوره في ألأدب ألعربي تأسس ببغداد في ألعراق شارع ثقافي إقترن إسمه بالشاعر ألمتنبي عرف بشارع ألمتنبي على ضفاف دجلة ، ألأسم ألقديم له هو شارع ألأكمكخانة ،وفي عام 1936 أصبح إسمه شارع ألمتنبي ، وهو حاليا شارع للثقافة يقصده ألمثقفين كل يوم جمعة ، أقامت أمانة بغداد تمثال للمتنبي مقابل دار ألكتب وألوثائق قطع رأسه عام 2005 من قبل ألتكفيريين ، تم بناء تمثال حديث له عام 2007 على ضفة دجلة ،ظلّ ألظلاميين يلاحقون ألمتنبي حتى بعد مماته إذ فتك به قطعان ألجهل وألظلام يوم 5/3/2007 بسيارة مفخخة ،فكانت ألنتيجة 60 شهيد ، 70 جريح ، حرق 30 مكتبة ،حرق 25 محل قرطاسية ، حرق ألمكتبة ألعصرية وهي أقدم مكتبة في شارع ألمتنبي تأسست عام 1908 ، هدم مقهى ألشابندرألثقافي ألتي تأسست 1917 وإستشهاد أولاد ألحاج (محمد ألخشالي) ألخمسة صاحب ألمقهى ، وإستشهاد أشهر بائع كتب ( محمد يحياوي) ، أغلق ألشارع عامين ثم أعيد بنائه وتأهيله وعادت له ألحياة يوم 11/12/2008 بإفتتاح رسمي ليبقى رمزا ثقافيا على مرّ ألأيام .