الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

من نسائم الهجرة المحمدية للشاعر \ السعيد عبد العاطي مبارك



تغريدة الشـــــــعر العربي 
السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي 
---------------------------------- 
 من نسائم الهجرة المحمدية –    1440 هـ   
طالع البدر علينا.. من ثنيات الوادع 
واجب الشكر علينا.. ما دعا لله داع 
ايها المبعوث فينا.. جئت بالامر المطاع 
جئت شرفت المدينة.. مرحبا ياخير داع
---------- 
قال تعالى :
إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " 
( ســــورة التوبة الآية 40 )

في البداية الحديث مع الهجرة ذو شجون ... كل عام نحتفل بذكريات الهجرة المحمدية حيث نفحات الايمان التي تشرق من الوجدان فتعطر الزمان و المكان مع موكب الانسان صاحب رسالة الرحمن ، و هجرة المصطفي باتت لأمتنا عنوان ، و من هذه الظلال نتوقف مع دوحة الأشعار التي تناولت الدروس و العبر المستفادة من الهجرة حيث هجرة القبح الي الجمال في وصال تعانق قيم الفضيلة و الأخلاق التي أرسي قواعدها الصادق الأمين و البشير النذير سيد الخلق أجمعين ، فطاف و هام بمحاسنها جل الشعراء عرب و عجم و مسلم و غير مسلم الكل تغني برسالة الانسانية الخاتمة حيث النور و الخير للعالمين . 
و من هذا المنطلق كانت بعض اختياراتي لمقاطع شعرية تلوح بذكري الهجرة المحمدية استحضارا و استلهاما من صدي الروح التي تلازم الجمال و المحبة و السلام . 
و اليوم تهل علينا الذكري 1440 هـ . السنوية لهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، من مكة الى المدينة عندما اعلن جهرا الدعوة الى الاسلام، وكان في مكة انذاك بين المشركين مما قوبل بالرفض واصيب بالاذى، صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه ابو بكر الصديق،حيث تربص به الكفار والمشركين من قادة قريش، ودعوا الى قتله وابادته ، حين اقترح احدهم على ان يجمعوا اربعين رجلا من كل قبيلة لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم لكي يتفرق دمه بين القبائل و لكن كتب الله لرسوله العصمة و النجاة و النصرة حتي دخل الناس في دين الله أفواجا . 
فكم تغني بهجرة المصطفي صلي الله عليه و سلم الشعراء قديما وحديثا عبر العصور و الأمصار رجالا و نساء .
و السيرة النبوية الشريفة كم هي ذاخرة بشمائل الشخصية المحمدية ... !! 
روى البخاري في الصحيح عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكُثَ بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ.

:  ارهاصات شعرية عن الهجرة 
-----------------------------
فعندما أذن الله لنبيه الكريم بقرار الهجرة ومن امن معه الى المدينة ، فاستقبله اهل المدينة "الانصار"بحفاوة ، مرحبين به وبمن معه من المهاجرين ، 
طالع البدر علينا.. من ثنيات الوادع 
واجب الشكر علينا.. ما دعا لله داع 
ايها المبعوث فينا.. جئت بالامر المطاع 
جئت شرفت المدينة.. مرحبا ياخير داع
------------

!!.  فكانت هذه مطلع القصائد فيما بعد 

و من ثم يطالعنا نشيد ( طالع البدر علينا ) و هو من اول ارهاصات القصائد التي نشيد و ترحب بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
فكانت فاتحة شعر الترحيب و التمجيد للحبيب محمد صلي الله عليه وسلم ، و ظل الشعراء و الأدباء و الخطباء يحذون حذوه و يمدحونه حتي يومنا هذا . 
و لا سيما عندما تحل مناسبة الهجرة النبوية الشريفة والعام الجديد، او ذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم من باب ذكر مناقب الرسالة و الميلاد و الهجرة و أخلاقه الكريمة ..
و الحديث عن هذا الموضوع يحتاج الي مجلدات و دراسات مستفيضة و لم لا فما من شاعر انساني الا تناول الشخصية المحمدية لم لها من تأثير علي مسار و منهج الحياة السليم دون تميز !!. 
لكننا من باب سرد مختصر مفيد بمثابة تذكرة و مدخل يفتح شهية المتلقي المتذوق للفن الجميل من جديد مع ملامح الهجرة شعر عمودي و حر للرجل و المرأة معا .

يقول الامام البوصيري في ميميته الرائعة عن الشخصية المحمدية في اختصار :
محمد أشـرف الأعـراب والعجــم محمد خير من يمشي على قدم
محمد باسـط المعــروف جـامعـه محمد صـاحب الإحسان والكــرم
محمد تــــاج رســل الله قـاطبــة محمد صـادق الأقــوال والكلـــم
محمد ثـابـت الميثــاق حـافــظه محمد طـيب الأخلاق والشيــم
محمد خُـبِـيَت بالنــــور طــينتُـهُ محمد لم يـزل نــوراً من القِــدم
محمد حــاكم بالعدل ذو شـرفٍ محمد مـعـدن الأنعام والحكــم
محمد خير خلق الله من مضــر محمد خــير رسـل الله كلهـــم
محمد دينــه حــق نـديــن بـــه محمد مجملاً حقاً على علــم
محمد ذكــــــره روح لأنـفـسنـا محمد شكره فرض على الأمم
محمد زينــة الدنيــا وبـهـجتـهـا محمد كـاشف الغـمات والظلم
محمـد ســـيد طـابـت مناقـبـهُ محمد صــاغه الرحـمن بالنعم
محمد صـفــوة الباري وخيرتـه محمد طـاهــر من سائر التهم
محمد ضـاحـك للضيف مكرمه محمد جــاره والله لــم يضــم
محمد طـابـت الدنيــا ببعـثتـه محمد جــاء بالآيــات والحكـم
محمد يوم بعث الناس شافعنا محمد نـوره الهادي من الظلم
محمد قـائـم للـه ذو هــــمم محمد خـاتــم للرسـل كلهم

و من الذين أفاضوا في مدح الشخصية المحمدية أمير الشعراء أحمد شوقي حيث أنَّ إسلامياته تبقي شامخة فقد عارض ميمية البوصيري و له الهمزية و بائيته و غيرهم في المناسبات الدينية يقول شوقي :
هَاجَرَ مِنْ أُمِّ الْقُرَى مَأْذُونَا وَمَا دَرَى أَوْ سَمِعَ المُؤْذُونَا
في ليلة للختل كانت موعدا قد نصبتها شَرَكًا أيدي العِدَا
ويقول في موضع آخر:
وسار في ركابه الصِّدِّيقُ وفي البلاء يُعْرف الصَّدِيقُ

و يقول فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله عن الهجرة : 
ورأى النبي ببطن "يثرب" أمة خرجت إليه بخيرة النصراء 
فسترى إليها مع "أبي بكر" سرى فيه تجلت آية الإيفاء 
قد كان ساعده وطرع يمينه ورفيقه في الليلة الليلاء 
ترحيب المدينة بمقدمه 
قالوا له : ولصحبه "يا مرحباً" "أهلا بكم" يا بلسم الأدواء 
قد أكرموه باتباع شريعة وقروه فيهم أيما إقراء 
قد كانت الأنصار خدن مهاجر شركاء في السراء والضراء 
بسطوا على الأقوام راية دينه واستعذبوا خطراً بلا غلواء 
و يقول الشاعر اللبناني " صلاح لبكي " في قصيدته «غرباء» متوسلاً التفاتة من النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لأن روح الجاهلية تسود المجتمع ، وهو يتوجه إليه برسالته قائلا:

أرسل سلامك في الأنام محمدُ عظمت مآثمهم وعزّ المرشدُ
عادوا كأنك لم تكن نور الهدى للعالمين ولم يحن لك موعدُ
وغدوا وروح الجاهلية روحهم في كل أرض يزدهي ويعربدُ

و يعجبني هنا فلسفة الشاعر " مارون عبود " الذي ولد له صبي فسماه «محمداً»، من قصيدة له في ديوانه بعنوان «الزوابع» يدافع فيها عن اختياره الاسم بقوله:
خفف الدهشة واخشع أن رأيت
ابن مارون سميّاً للنبي
أمه ما ولدته مسلماً
أو مسيحياً ولكن عربي
والنبي القرشي المصطفى
آية الشرق وفخر العرب
و ها هي الشاعرة زينب الطيهري تكتب قصيدة بعنوان ” هجرةُ الربيع ” نجتزأ منها هذه المقطوعة كمطلع لعالم الشخصية المحمدية كرمز للربيع الاخضر الذي يكسو ملامح الأرض البوار حيث مجيء الحبيب للأرواح في رسالة حب باعثا عطره ... تقول فيها :

أرضٌ بوارٌ
تحتفلُ
بمقدمِ الربيع
مغبرةً كانت
تئن
تحت وطأةِ القهر
ربيعٌ
اجتاحَ البقاعَ
سيدا أبيا
يسبقهُ الشذا
باعثُ عطرٍ
من حدائق
شرقية وغربية
يبث الأنسامَ
مراسيلَ حب
تمهدُ البسيطةَ
للقاء الحبيب !.

و نختم برائعة الأعظمي التي بعنوان ( يا هجرة المصطفى )
للشاعر العراقى وليد الأعظمي حيث تتجليبين ظلالها هجرة المصطفي في مسيرته مع موكب الضياء :
يا هجرة المصطفى والعين باكيةٌ
والدمع يجري غزيراً من مآقيها
يا هجرة المصطفى هيّجت ساكنةً
من الجوارح كاد اليأس يطويها
هيجت أشجاننا والله فانطلقت
منا حناجرنا بالحزن تأويها
هاجرت يا خير خلق الله قاطبةً
من مكةً بعد ما زاد الأذى فيها
هاجرت لما رأيت الناس في ظلم
وكنت بدرا منيراً في دياجيها
هاجرت لما رأيت الجهل منتشراً
والشر والكفر قد عمّا بواديها
هاجرت لله تطوي البيد مصطحبا ً
خلاً وفياً .. كريم النفس هاديها
هو الإمام أبو بكر وقصته
رب السماوات في القرآن يرويها
يقول في الغار ” لا تحزن ” لصاحبه
فحسبنا الله : ما أسمى معانيها
هاجرت لله تبغي نصر دعوتنا
وتسأل الله نجحاً في مباديها
هاجرت يا سيد الأكوان متجهاً
نحو المدينة داراً كنت تبغيها
هذي المدينة قد لاحت طلائعها
والبشر من أهلها يعلو نواصيها
أهل المدينة أنصار الرسول لهم
في الخلد دور أُعدت في أعاليها
قد كان موقفهم في الحق مكرمة
لا أستطيع له وصفاً وتشبيها

و في النهاية نتمني أن نكون قدمنا بعض الأبيات التي تذكرنا بالهجرة المحمدية لعام 1440 هـ 
و التي تؤرخ للشعر عن هجرة الرسول عام الفيل، عبر العصور و الأمصار فجاءت القصائد نورا يشرق من بين ظلال الهجرة النبوية الشريفة ، و اضافة لميلاد النور و البعثة و حجة الوداع و المناقب و الفضائل المحمدية التي تمدح و تشيد برسول الاسلام و الرحمة و المحبة و التسامح و السلام و لم لا فهو صاحب الدعوة الخاتمة للعالمين .
و الذي دعا علي هدي و نور ورشاد و عدل و حق فمازلنا نستلهم الخير من منهجه حتي اليوم دائما .
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشــــــــــعر العربي أن شاء الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق