الأحد، 23 سبتمبر 2018

" معزوفة على أوتار وجع الغياب .. ." للشاعر \ النجدي العامري



معزوفة على أوتار وجع الغياب ..
.
ماذا أقـــــــــــول و أنت الخصم مولاتي 
وأنت أنت التي أذكت ضرامـــــــــــاتي 
.
و أنت مــــــن وخطتْ بالشيب ناصيتي 
و أنت من هصرت بالدّمــــع غيماتي
.
هــــــــــل تسمعين أذا ما جئت محتكما 
و تعدلين يقينا في مقاضـــــــــــــاتي ؟
.
لم تبق من غصص العشّــــــاق قاصمة 
إلاّ ابتليت بها .. ضعفا معــــــــــاناتي
.
سبعون شهرا ضرام الشّـــــوق يلفحني
و ما التفتّ .. و ما أَجْــــــــدَتْ نداءاتي 
.
هل كــــان عشقك جرما كي أجازى به
صدّا و أُحْـــــــــــرَم دون الخلق لذّاتي ؟
.
ما حرّم اللــــــــــه عشقا فــي رسالته
و لم يـــرده بصدّ طـــــــــــــــيّ آيات 
.
لــولا الصبابة ما أبدت مباهجـــــــــــها 
جذلى السهـــــــول و مــا جادت بغلاّت
.
و ما تأنّق زهـــــــــــــــر فــي مواسمه
و لا تنهّد وتــــــــــــــــر فـي الربابات
.
و ما ربت بعد طــــــول الجدب قاحلة
تهزّ عشبا على إيقـــــــــــــــاع زخّات
.
فـــــــــلا تزيدي عذاب الصّبّ مدبرة
إنّي ثملت و مـــــــــلء الحزن كأساتي 
.
تبكي الصخور ويبكي الطلح من وجعي
و يندب النجم مبهــــــــــــــورا بأبياتي
.
و يهطل الغيــــــم بعد الجدب من لهفي 
ما الغيث إلاّ بقايا دمــــــــــــع مأساتي
.
سلي المفـــاوز كم أصغت لذي وصب
وحدي أبثّ جوى ليلي مفـــــــــــازاتي
.
كل الألى عشقوا راقت مرابعـــــــــهم
و لم تزل يبسا عطشى شجيــــــــراتي 
.
يضوع فــــي ردهات الوصل زهرهمُ 
و ما تضـــــــوع و قد جفّت بتلاّتي 
.
ما بـــــــــال قلبك لا يصغي لمغترب 
و لا يحنّ .. و لا تشجيه أنّـــــــــاتي ؟
.
لو تسمعين وجيب الصّب فــــي ظلم ..
هذا النوى قَــــــــــــرِم يقتات آهاتي 
.
أنا الغــــــــــــريق و ما تجديه حيلته 
البحر طـــام و قد ضيّعت مرساتي
.
لا أهجع الليل كالأغـراب فـي وطني 
و لا تخفّف مـا ألقى مناحــــــــاتي
.
كالطفل أبكي ضياع الأهـــل مرتبكا
تهمي الدمـــوع و مــا تخبو عذاباتي
.
و مــــا تبالي بأوجـــــــــــاع أنوء بها 
و ما تخفّف خلدى بعض روعاتي
.
لكــــم أبــوح لها الأشــــــواق أرمقها 
يقـــــرّب العشق مشبوبا مســـــافاتي 
.
حينا أراها بصحن الدّار شـــــــــاردة 
و الفكر ســـاه حبيس في فضـــاءاتي
.
و ينزف القلب حينا ثــــم أبصـــرني 
صريع وهـم حبيس فـــي خيالاتي 
.
بقلم الشاعر النجدي العامري 
22/09/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق