السبت، 22 سبتمبر 2018

جراح الوفاء .... بقلم الشاعر / محمد طه عبد الفتاح


بَذَرنَا القُـلُـوبَ بِأَرضِ الـوَفَـاء
و رُمـنَـا الـثُّـرَيـَّا و كَانَ اللِّقـَاء

غـَرَسـنَـا الـزُّهُـورَ بِكَفٍ حَبِيبٍ
و رُحـنَـا نُطَـيِّـبُ عَـيـنَ السَّمَاء

نُلاَقِي العُـيـُونَ بِـشَـوقٍ رَهِـيبٍ
و نَلقَى الرَّحِيقَ بِجَوفِ المَسَاء

يُضَاحِكُ قَلبِي نـَعـِيــم الـمُحـَيـَّا
و تَزهُو بِرُوحِي صُنُوفُ العَطَاء

و مَالَت ضُلُوعِي نَحـوَ الـتَّـفَانِي
فـَلاَقـَتْ هَجِـيـرًا و كَانَ الـعَـنَـاء

فَغَاصَت عـُيـُونِي بَهَجـــرٍ مـُـدَوٍّ
يَقُضُّ اللَّيَالِي و أَرخَى العـَــدَاء

و رَاحَــتْ تَصُـبُّ لَهِـيـبًا كَمَوجٍ 
رَمَتهُ الـرِّيَـاحُ بِعَالِي الجَـفـَـاء

و لاَحَتْ لِقَلبِي غـِرَاس التَّحَدِّي
و نَامَت بِأَرضِي ضِبَاعُ الرِّيَاء

أَتَتنِي هـُمُــومٌ بِـثـَـوبٍ رَمَـتــهُ
سِهـَـامُ المُوَلِّي بـِجـُــرحٍ رُوَاء

و مَا كُنتُ أَدرِي بَأنَّ العـَطـَايَا 
تَغُصُّ المَآقِي بِـدَمـعٍ غُـثــَــاء

وتُصلِي الحَنَايَا طَعنَ التَجَافِي
و يُسقَى الرَّبِيع خَـرِير الرِّيَاء

و كُنتُ أَظُـــنُّ بِأَنَّ سـَمـــَـائِي
تـُظِــلُّ غـِــرَاسِي بِحـَاءٍ و بَاء

و تُمطِرُ فَرحًا يُرَوِّي ضُلُوعِي
و يَرقَى الأَحِبةُ صَـرحَ البَقَاء

فَنَادَي المُغَادِرُ دُرُوبَ الأَمَانِي 
غَرَستَ غِـرَاسـًا بِأَرضٍ شَقَاء

فَعَادَ التَّحَدِّي و صَوتُ المُنَادِي
يُعـُيـدُ صـَـدَاهُ بِحُـزنٍ الحـُــدُاء

محمد طه عبد الفتاح
مصر / دمياط 
الجمعة 21 سبتمبر 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق