بَذَرنَا القُـلُـوبَ بِأَرضِ الـوَفَـاء
و رُمـنَـا الـثُّـرَيـَّا و كَانَ اللِّقـَاء
غـَرَسـنَـا الـزُّهُـورَ بِكَفٍ حَبِيبٍ
و رُحـنَـا نُطَـيِّـبُ عَـيـنَ السَّمَاء
نُلاَقِي العُـيـُونَ بِـشَـوقٍ رَهِـيبٍ
و نَلقَى الرَّحِيقَ بِجَوفِ المَسَاء
يُضَاحِكُ قَلبِي نـَعـِيــم الـمُحـَيـَّا
و تَزهُو بِرُوحِي صُنُوفُ العَطَاء
و مَالَت ضُلُوعِي نَحـوَ الـتَّـفَانِي
فـَلاَقـَتْ هَجِـيـرًا و كَانَ الـعَـنَـاء
فَغَاصَت عـُيـُونِي بَهَجـــرٍ مـُـدَوٍّ
يَقُضُّ اللَّيَالِي و أَرخَى العـَــدَاء
و رَاحَــتْ تَصُـبُّ لَهِـيـبًا كَمَوجٍ
رَمَتهُ الـرِّيَـاحُ بِعَالِي الجَـفـَـاء
و لاَحَتْ لِقَلبِي غـِرَاس التَّحَدِّي
و نَامَت بِأَرضِي ضِبَاعُ الرِّيَاء
أَتَتنِي هـُمُــومٌ بِـثـَـوبٍ رَمَـتــهُ
سِهـَـامُ المُوَلِّي بـِجـُــرحٍ رُوَاء
و مَا كُنتُ أَدرِي بَأنَّ العـَطـَايَا
تَغُصُّ المَآقِي بِـدَمـعٍ غُـثــَــاء
وتُصلِي الحَنَايَا طَعنَ التَجَافِي
و يُسقَى الرَّبِيع خَـرِير الرِّيَاء
و كُنتُ أَظُـــنُّ بِأَنَّ سـَمـــَـائِي
تـُظِــلُّ غـِــرَاسِي بِحـَاءٍ و بَاء
و تُمطِرُ فَرحًا يُرَوِّي ضُلُوعِي
و يَرقَى الأَحِبةُ صَـرحَ البَقَاء
فَنَادَي المُغَادِرُ دُرُوبَ الأَمَانِي
غَرَستَ غِـرَاسـًا بِأَرضٍ شَقَاء
فَعَادَ التَّحَدِّي و صَوتُ المُنَادِي
يُعـُيـدُ صـَـدَاهُ بِحُـزنٍ الحـُــدُاء
محمد طه عبد الفتاح
مصر / دمياط
الجمعة 21 سبتمبر 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق