يا أيها المشغوف بالكتب القديمة .....بالحوارات العقيمة
ياأيها المسكون بالقصص الحزينة
كم ذا تطوف بك المدائن خاوية
فتعيد لونَ بهائها بخيال عاشق
وتعيد زهو رميمها بدموع وامق
في كل ناصيةٍ تدندن أغنية
قد ضجَّتِ الجدران من رسم القلوب الدامية
وتسربت في غمرةِ اللهفات أنغام شجية
الياسمين هنا ينازع للبقاء
وهناك دالية كسيرة
أزرى بها الظمأ المَُروِّعُ فانحنت تشكو الهجير
هِيضَ الجناح فلم تعدْ تقوى على بسط الظلال
غاضت مناهلها وجَفَّ رجاؤها وانهلَّ دمعٌ كالرمال
ياأيها المأسور في زمنٍ مضى
كم ذا تراودك الطيوف
كم ذا تسوق الغيم في الزمن الجديب أما ارعويت
من قال أن خيالك المجنون يروي غلةَ الظمأ المقيم
غامت رؤاك وأنت في تيه اليبابِ
تكسو عراءَ خرائبٍ وترومُ لوناً من سراب
هذا الصدى وهمٌ ومامن طارق إلا الغراب
تلك القدود المائسات
تلك العيون الناعسات
رحلت بعيداً ليس يشغفها الفراغ
أغضتْ وغاب بريقُها وبقيتَ وحدك في رسومٍ بائسات
تستحضر الصور القديمةَ حين كان اللون ينبض بالحياة
عبدالرزاق القصاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق