هـــــــديـــل
-----------------------------
أرض زراعية ورثها والدي عن أبيه، عائلتنا والدي أخي الصغير أختي أكبر من أخي قليلاً، نادت أمي انزلي للإفطار. أزهار أصابها مرض قبل سنتين، أفقدها القابلية على النطق بشكل سليم وضعف في عضلاتها، لا تبكي أبداً تعالج جميع مواقفها: الضحك ببلاهة شديدة، اقتربت من المائدة كأنها تغوص في كوم من الثلج، عندها قط أليف تعتني به كثيراً، تجلسه معها على مائدة الطعام، مما يثير الحنق لدينا، لكنها لا تبالي، تضحك لنا وللقط تلك الضحكة البلهاء، أمي عكس أبي لا تريد للقط أن يكون معنا على مائدة الطعام، أزهار فرحت بالقط بدأت تحكي معه كلمات، فرحنا جميعاً لهذا التطور عندها. بيادرنا عالية هذا العام بسبب الأمطار الكثيرة، الصغيرة مع ابن صديق لنا مزرعته مجاورة لمزرعتنا
يجلسان على دواسة يجرها حمار معصوب العينين، يدور لدراسة الحبوب، يعلمها القراءة في كتابها يساعدها في نطق الكلمات، زاد ارتباطهما البريء معاً أهل قريتنا يعرفونهما ومرض أختي، علاقة تربطهما طفولية وبساطة، انتقل الولد للمدينة لإكمال دراسته، بدل ضحكاتها البريئة كنا نسمع البكاء والنحيب، اشتد المرض على الفتاة
عاد ابن الجيران بعد أن حصل على شهادة جامعية، جاءنا يسأل عنها قال له والدي بحزن لا يوجد عندنا أزهار، انتحى جانباً جالساً على دواسة القمح ينتحب ويبكي كما أزهار.
**********
د. المفرجي الحسيني
هديل
22/9/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق