الضـــــوء المـــــنفي
-------------------------
بلدي صوت، يصرخ في البيداء
يخفق فوق قمة جبل
مصباح فوق الذرى
زمن قاسٍ يصعقنا يلف بنا
ندور كثيران الساقية، كدواليب العربات الخشبية
يسمع صريرنا من بعيد
أحلم بك، أضمك، ضم العاشقين
أشم من صدرك، صبرك، حزنك الدفين
يضمخني بالطيب
انحنت على جانبيك الأرض ، النخل الباسقات
أتوجع، أُحدِّق كريح متعب
الحقيقة أكبر من الخيال
جراح نازفات، الأحلام تحرقني
يذكرني نزيف الصباحات
الاجساد تمتلك أحلامها، أحلام وردية
قبل انبلاج الصباح
صبر شوكي نابت في فؤادي
في ليال ظلماء احرقت الحزن والألم
وطني تعودت احتراق الحزن والألم
على أجساد أبنائك الموتى، غبار الهموم
وهموم من بقي نازفاً من وجع
وطن وشم، محفور على الجفون
مخضب مبعوث مع الدماء
أرضنا حبلى بالعطش
أختام تاريخها المجيد ،نور يزهو
يُدهشنا الساسة اليوم، مأخوذون بسحر الكلمات
نتحرق شوقاً لصدق الكلمات، وللفعل والعمل
أصبح وجهك، حُلماً لاهثاً
عشقك في ممرات الوهم والخوف المفزع
يمر، يبحث، عن وقت، عن زمن،
ليعطي، ليروي، شجره الظامئ
من نهر دم الشهداء، دفئاً يمتد
صوتنا آتٍ، من خلف ركام الكون
من ذاكرة الشمس، من قبور الاجداد
عيون الاطفال لا تحمل مآقيها إلا دموعاً، ودم الآلام
لتكشف زيف العصر الرياء، تحمله الرايات بكل ألوانها
تعيد للنهر قداسته، للخبز طهارته
وينهي ملاحم الخطباء، ومباراتهم، تحت عباءة الكهَّان
مقلة العيون، أبناؤك يحملون قناديل أحزانهم في ليالي الغربة
يحفرون قبورهم بأصابعهم، دمهم مازال جارٍ
ينساب عبر جروحهم ليرتوي منه النخل
أيجيء ضوؤك المنفي، غداً ، في الليل؟
**********
د.المفرجي الحسيني
الضوء المنفي
العراق/بغداد
30/8/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق