الأحد، 3 يوليو 2016

====بسمة الصباح
------حضارة القرود
يفاخر الغرب بزيه المتحضر ويعيب على العرب بوشاحهم وحجابهم وعفتهم وخجلهم ---ويصرخون بالقوانين لمنع ظاهرة التحجب أو للحد من فكرة الاحتشام لتبقى صورة الغرب في صدارة التجانس لجميع من يؤمها من البشر وطبعا هناك من يساق برغبة منه إلى ذاك النداء ومنهم من يقاوم تلك الصرخات وفق رؤية ذاتية خاصة بالإنتماء ولن أدخل في جدل حول الصراع القائم أو في الوقوف على الأسباب التي تدفع بالعربي إلى تقليد ومحاكاة ومجاراة الفكر الغربي لتعددها وتنوعها واختلافها من شخص لآخر وفق منظومة ثقافية ودينية خاصة بالمكان والزمان والنفس البشرية التي تحدد معالم الحركة ولكن يكفي الإشارة إلى افتقاد المواطن العربي إلى الإنتماء فهو في النهاية العامل الأساسي للانحدار وراء صرخات الغرب ومحاكاتهم ---ومن يبرح تلك الصفة يعيش في بوتقة الرقص على قارعة بلد المنشأ وعلى جدران بوابة الموطن الجديد فيتخبط مترنحا بين ذاته وعاداته وأخلاقه وما بين رياح غربية تنعش هواه فيميل إليها ضاربا بكل قواعده ومن هنا نستطيع القول بأن كل فرد ارتحل وترك انتماء حياته قاصدا العيش في مظاهر براقة سقط في مهب الريح وبالتالي وقع فريسة الخجل والجهل أمام حنكة الغرب ودهاليز فكر يريد استباحة كل القيم وعليه فإننا نجد الكثير ممن يسافرون إلى الغرب ينزعون برقع الحياء والحجاب ويندرجون في سلوكيات وأفعال تسبق الغرب فجورا وعهرا" ويصرخون بالتخلف لمواكبة التطور الحضاري التي تعيشه الدول الأوربية وأي تطور هذا في قمع الحرية الفردية -وأي تطور هذا إذا كان بالعري حضارة وبالحياء تخلف وأنا سأتفق معهم في هذا المنطق لأنوه بأن القرود أكثر حضارة من الغرب لأنهم عراة منذ الولادة وبالتالي فالفكر الأوربي لم يصل إلى التطور الكامل التي وصلت إليه القرود وما عليهم سوى اللحاق بهم قبل أن ينادوا الغيروالحق يقال بأن الغرب ينقسم إلى قسمين قسم نراه في القاع وفي كل أكبر الدول تطورا -ففي القاع نجد البطالة والانتحار والزنا والتفكك الإسروي ---نجد صراع الأجيال وجرائم من كافة الأنواع –أي تطور في بلد يسعى إلى الفجور في علاقات مادية مباح فيها أجساد البشر ترمى على موائد القمار ترقص كالقرود –تحاكي الغرائز ---وأمور عديدة تنبئ بالتخلف الحقيقي للكائن البشري وتكتب صفحات من السواد في عالمهم الفوضوي ---عالم اشد خطورة من القرود ---وقسم فيه وجه التقدم الصناعي وفيه من رزائل الأشياء الشيء الكثير ولكنه قسم يجذب إليه توافه الفكر وخاصة العرب الذين تخلوا عن انتماؤهم ليسقطون صرعى الغرب--- فالإنتماء عقيدة فكر وثوابت فخر ومجد حضارة وشرف عقل فأين العيب ممن يرمون إليه أي عيب من وشاح أو برقع أو حجاب يعطي للبشر كينونة من الدفء الفكري ويلملم غرائز تسيطر وتطفوا على السطح –أي عيب من وشاح أو برقع أو حجاب وفيه علو عن حيوانات الدنيا التي تسرح في غابة خالية من الحياء والأدب –نعم نحن شعب متخلف إن كان المقياس هو العري و الحياء --وبرقع وحجاب –نعم نحن لسنا قردة نفاخر الغير بالعري –نحن أمة سبقت الشمس قيامة في زمن كان الحياء فيه ثقافة بشر فأصبحت في مستنقع الموت حين أرتقينا بالشهوة الفارغة إلى مصاف القرود تيمنا بالغرب ---بعد أن سبقت الدنيا بحضارتها وكانت خير أمة أخرجت للناس حين كان للإنتماء معنا" للوجود وللهوية عنوان حياة---نعم نحن شعب متخلف في حجاب وبرقع وحياء مادي وفكري يقينا رقص حضارة القرود
صباح النور
المحامية رسمية رفيق طه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق