الأحد، 3 يوليو 2016

أيام وثيرة
على حين سهوٍ فقدَ بعض سني عمره وما تنبّه لذاته إلّا وهي في جوف صومعة ألم يتوسد عتباتها وتأكل أرَضَتها من جسده، طائر الأمل أتى لزيارته فأوجس الرجلُ منه خيفة لولا أن رأى برهان خلاصه فانتشله الطائرُ من لجّة التيه إلى رحاب الحياة وتفتحت شغاف الفؤاد وعبَّ من النسيم العليل سوى أن روحه الملطخة بألوان الوجع عادت لِتعتل ثانية فدقيقة فساعة فيوم فسنة فدهر وطفق يلوك ألماً كالعلقم أو أشد مرارة.
أزهى الزهور وروحٌ وريحان والمزيد المزيد من الهناء، ذرى ذرّات الندم الأخير، وما أحلى الأيام حين تحلّ فيها البركة فصار ينجز في الواحد منها ما يحتاج لخمسين وأيضا بدل أن يسرق منها برهات فرح صار يهبها بسمه الفياض وسروره الوافر، نال ذاك النعيم حين زاره رسول الرحيم قادماً من ملكوت السماء وأبدل سعيه في دار الفناء إلى عملٍ خالدٍ في دار البقاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق