الاثنين، 28 مارس 2016

خاطرة بعنوان ** حنين ...** بقلم المبدعة / ام ماهر

 
**حنين**
لاادري مالذي يدور في مخيلتي في ساعات
الصباح الاولى
وكأني حزنت لمفارقة فصل الشتاء وكأني تذكرت فجأة ماذا كان يعني لي
عدت بلحظات إلى طفولتي وشدني إلى تلك الأيام حنيني
عدت بلحظات إلى القرية وجدتي وذلك الجوالذي تملأه الحميمية والدفئ
أذكرحين كانت جدتي تجمعنا حولها وبرودة الطقس جعلتنا نلتف حول مدفئة الحطب كنت اراقب النيران وهي تتلظى داخل المدفئة وجدتي تحمل سبحتها اراقب تحريك اصابعها مابين الحبة واخرى وتتركها احيانا لتحدثنا
ولتلك الاحاديث حكاية طويلة
تدمع عينا جدتي كلما تذكرت ماضيها الأليم مع جدي والقسوة التي كانت تمارس عليها من الجميع
جدتي إمراة تحملت هموم الدنيا في سبيل سعادة اولادها
كانت تحدثنا عن حياتها بطريقة رائعة ولكني حينها كرهت الرجل وحقدت عليه بطريقة جعلتني اتمنى لوكان جدي حيا لانتقم لها منه
وتمرساعات المساء مملة جدا والرياح تلفح النوافذ واغصان الاشجار في بيتنا العربي القديم كانت تزعق بشدة وانا كنت ولازلت اخاف من صوت الريح
صدقا تلك الايام كانت اسعدايام حياتي وانا الطفلة الفضولية التي كانت تعشق معرفة كل شي آنذاك
مااروع حديث الجدات رغم الألم الكامن في وجهها ورغم الدمعة التي كانت تتزل من عينها سهوا كلما تذكرت حياتها التي عاشتها ورغم كنت اجدها حاقدة على زوجها الذي جعلها تتجرع مرالحياة بكل مافيها وزرع داخل اعماقها ذكريات ظل طعمها مرا كلعلقم
كنت ماأزال اسمع حديثها الشيق رغم الالم وكنت استمتع بحديثها وكأني كنت اعدنفسي لكتابة كل ماكانت تسرده على مسامعي
توقف هديرالمدفئة والرياح مازالت تعصف.المكان وكوب الشاي مازال امام جدتي لم تكمل ارتشافه
وانا انتظر من جدتي المزيد ولكن مالذي حدث؟؟
وفجأة توقفت جدتي عن الكلام وسقطت سبحتها من يدها فعرفت بان تلك الحكايا كانت اخرعهدها في الحياة
ولكني حتى هذه اللحظات مازلت احن لاحاديث جدتي واشتاق لرحيق كل شي من الماضي
المدفئة وصوت المطر وكوب الشاي الدافئ
ويشدني إلى تلك الايام الكثير الكثير من الحنين
***بقلم ***
ام ماهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق