الاثنين، 28 مارس 2016

*** السراب .....*** _ _ _ _ _ _ بقلم / أحمد النحراوي

*** الـــــســـراب ***
عــســعــس الـلـيــلُ بعــدمـا غــرِق الأصـــيلُ فى اليــمِ البعــيــدِ..
وأســدل النــهــارُ سِـــتـــارِهِ أمــلاً فى لِــقــاءِ غــدٍ جديدِ..
وبعــدمــا كان الكـــونُ فــى صخـــبِ ورنــيــنِ..
وأســـرابُ الطــيــرِ تــشــدو ...
وفىّ سمـــائِــهــا تــغــدو..
جـــنّ اللــيــلُ فــلــم يــبــقّ سـوى هــمـسٍ وأزيز..
ودقـــاتُ شــجــنٍ وأنــيــن
وأنّــــاتُ ضــعــفٍ ســاهِـــرة’’ فــى جــســدٍ حــزيــن..
وبـــقــايا روحٍ عــالِــقــةٍ فــى جُــدرانِ شــوقٍ وحــنــيــن..
دنـــىّ اللـــيــلُ مِــنـــى يــتـــشِــحُ الســـوادا ..
وزاغ القــمـــر ُ عَنِـى فــِـ حَلَــكَــةِ الظَــلاَمَـا..
بعدما كان عُــمَـرَا عَاشِقَ السُهَادَا ..
جــاء الليــلُ فــى خِــضّــم أحــزانــى ..
يــفــترِشُ كــفـــيــهِ لِأُلــقـىّ أشــجــانــى..
بيــن راحـــتـــيــهِ تــخــمِــدُ أنّـــاتــى ..
بيــن أحــضــانِــهِ احــتــوى ثوراتــى..
واســتــراحـت مِــن وعــثــائِــهــا قــســمــاتــى..
واســتــكــانت فــى سُــبــاتِــهــا أوداجــى..
بعــدمـــا انتــفــضــت مِن فــرطِ غِـضــابــى..
يــســألُــنــى لِــمــا غدوت بِالأمـسِ فى حــالٍ ولاأفضلُ؟؟
صبوحُ الوجــهِ ..
باسـِم الفــاهِ..
إطــلالــة’’ بــاديــةُُ فــى خُــطــاكــا..
بشــاشـــة’’ زاهــيــة’’ لاتُحــــاكــا ..
أســاريرُك حينما تنبسِطُ ! كأنّمــا بِئر يفيضُ ولاينضبُ..
وأصبحــتُ اليوم فـى حــالٍ ولاأسوء..
تُغــادِرُك الــمُــنــىّ ... تُــداهِمُــك المــنـــايا ..
تُــبــاعِــدُك الخُـــطـى... تُــراوِدُك الخــطـــايا ..
فمــا خــطــبُــك ؟؟ ومــادهــاكــا
أســـقــم’’ أصــابك ؟؟ أم خُـــذِلت فى هــواكــا
فأجـــبتُهُ..
لعمُرِك ياليلُ أعطيتُهُ من نبضِ فؤادى..
عاش هو فى رغّــدٍ وهنــاءِ..
وبــات جســدى فى ألمٍ وعــناءِ..
أسقيتُهُ من نهرِ وريدى..
فصار هو فى اكتِفاءِ وارتِواءِ ..
وبِتُ أنا فى شبقٍ واشتِياقِ..
شدوتُهُ فى نغــمـــى..
فصار هو فى طربٍ وإمتاعِ..
وبات قلبى فى عوّزٍ واحتِياجِ..
وأفنيتُ لهُ عُمراً ..
ودعّت فيهِ أجفانى ملذات السُباتِ..
واشتهت فيهِ أهدابى مُرّ السُهادِ..
وهجرت فيهِ مُقلاتى طيِب النُعاسِ..
قدر’’ أسيرُ على خُطــاهُ..
إرتضيتُهُ سبيلاً ومارتضيتُ سُواه..
ومنّ هويتُ ياليلُ..
أســقيتُهُ من نبعِ حــنانى..
وأشجـــيتُهُ بِمعسولِ كلامــى..
أهديتُــهُ من رحيقِ زُهــورى ..
وعبّقتُهُ بِأريجِ ورودى..
إصطفيتُهُ من زُمرةِ صفوتى..
ملِـكــاً مُتــربِعــاً علـــى عرشــــى..
يجـــوبُ كيفــمــا يشــاءُ.
وبات قلبـى لهُ وطــن’’..
فصـــار متــاع’’ لهُ ومعــاشُ..
وأبقيــتُ لِأجــلِهِ حــياتى..
زادُهُ التى بها يتزودُ..
فيضُ أملٍ فــى رِحـــابِهِ يأملُ..
طرحُ خــيرٍ فى طرحــِهِ يغنمُ..
لكــِنّــهُ ســراب’’ ..
كُنتُ أُلاحِــقُــهُ ..
والهـوى الذى أسديــتُ..
جــارّ عليهِ جــائِر’’..
أكفيــتُ ماستكفيتُ..
وفى خــاطِرِهِ همس’’ عابِرُ..
شعر... " أحـــمـــد النحراوى "...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق