الأمُّ
****
كنتَ الـــــــــــمَشِيجَ معلَّقًا تتجذَّرُ
........تقْتاتُ من دمِــــــــــها ومَا يَتَوَفَّرُ
***
مَا أنتَ إلا مضــــــــغةٌ وَتطوَّرَتْ
.........مِنْ نُطــــــــفَةٍ عَبْر القَنَا تتصوَّرُ
***
وَكُسِيتَ لحْـــــمًا سَاترًا بِوشاجِهِ
.........لَفَّ العظـــــــــــامَ وَجِلدهُ يتغيّرُ
***
ألمٌ يُنــــاوِرُ من متاعب حمْلِهَا
.........كحَمَـــــــــامةٍ مكسورةٍ تتضرَّرُ
***
مَغْصُ الــــــوِلادةِ همُّها وَكَأنَّهُ
.........يَوْمُ الحِسَابِ بِبَــــــالِهَا يتضمَّرُ
***
وَهيَ الكـريمَةُ والحبيبةُ فيْضُها
.........خصبٌ سَــــقَى أفواهَ لا تتخيَّرُ
***
دومًا تُراقِـــبُ ما يَدورُ جِوَارهَا
.........لا عينَ يُغمَــضُ جَفْنُهَا وَيُخَدَّرُ
***
كم قبَّلتْ بين الظلال وَأنْعَمتْ
.........فخْرًا كفحلٍ زَانَــــــــهَا تتشكَّرُ
***
سَهرَتْ بكَ اللَّيلَ البهيمَ جَريحَةً
.........كُنْتَ السِّـــــراجَ لِلَيْلِها تتسَمَّرُ
***
عـهدٌ على نفـسٍ وما غَدرَت بهِ
..........وغَدَا الوفــــاءُ بِنُبْلِها يتقطَّرُ
***
زرعَتْ شتـــائلَ في منابتِهَا ولا
.........يُثنِي معيقٌ ربْوَهــــــا فَتُزَهَّرُ
***
أنت الأمــــيرُ ولا مثيلَ لِهيْبةٍ
.........في عينِـها نجــــمٌ سَنَا يتعفَّرُ
***
كانتْ وِسَــــادتُك الأبِيَّةُ رُكبَةً
.........وَتطيبُ نومًـــا ناعمًا تتخمَّرُ
***
عهدُ الأمومةِ نـاعمٌ بطهارةٍ
.........كوِشــــــــاحِ بَدْرٍ ليلهُ يتنوَّرُ
***
عيدٌ يباركـُـــــها بوردةِ فُلَّةٍ
.........نَسمَتْ أريـــجًا فائحًا يتحرَّرُ
***
أنْتِ الشّعـــــارُ كَكَوثرٍ وَبِرأفَةٍ
.........تَسقِي السَّكينةَ رحْمةً تتعطَّرُ
***
لايبهَتُ الرَّحِمُ الحــليمُ بفُرقَةٍ
.........مَا دَام قلــــبُ الأمِّ لا يَتَجمَّرُ
***
أنْتِ الطَّـــهُورَةُ وَالبتول صفيَّةٌ
.........كزُلالِ مـــــــاءٍ دافق يتفجَّرُ
***
رَفَعَ الجَليلُ مَقـَامَها وعُروشَها
........أسْمَى سَمَاء والرِّضَا يتقرَّرُ
***
إِحْلِيــــلُها كَـــرَمٌ وَليسَ مثيلُه
.....في الكوْن طعمًا صائِغًا يتعصَّرُ
***
ذاقَــتْ مَرارةُ حمْلِهَا فَتَجَلَّدتْ
.........صَبْرًا وكـَــان وَكيلُهَا يتدبَّرُ
***
ضَوْءُ الحَكيمِ زَهَا بهَا حتَّى غَدَتْ
.......نَجمًا يُضيءُ دُروبَنَـا وَتُطهَّرُ
***
اخْفِضْ جنـــاحَ مذلَّةٍ فَلعلَّهَا
........بعْدَ الكَرِيمِ رٍضاؤُهَا يتصدَّرُ
************************
محمد خالد الأمين
**************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق