مـيلاد الحـياة
للشاعر:
عبد القادر الأسود
ميـلاد الحـياة
مَسرحيـَّةٌ شِعريَّةٌ من مَشهدين حول ميلادِ السـِيّدِ "المسيح" عليه السلام.
ـــ أشخاص المسرحية :
1- امـــرأة :بدور أم ثكلى .
2- شـــاب:يمثل دور الميت الذي سيحييه المسيح عليه السلام.
3- رجـــل :يمــثل دور الأعمى الـذي سيرد السيد المسيح عليه
السلام إليه بصره.
4- رجـــل:يــقوم بـــدور المقعـــد الـــذي سيرد السيد المسيح
إليه عافيته
5- رجــل:يقوم بدور الأبرص الذي سيشفيه السيد المسيح عليه
السلام.
6- مُنشـد.
7- رجــل: يقوم بدور السيد المسيح عليه السلام .
8- عــدد من المرددين /5-12/ حسب سعة المسرح.
****************
ـــ الـديكور:
- هياكل خشبية أو من الفلين ، بشكل بيوت حجرية قديمة
تضع المشاهد في الجو التاريخي الذي بعث فيه السيد المسيح.
ــ الإضــــــــــــــــــــاءة:
1- عــــدد من المصابيح ذات الأضواء الخافتة ، ثابتة
تغطي المسرح.
2- مصباح بنور مبهر {غازي}.
*****************
-المـلابــــــــــس:
1ــ ملابس قديمة تمثل زي الناس في عصر السيد المسيح
*****************
ــ مكبرات صوت بحسب سعة الصالة.
المشهد الأول:
- أضواء خافتة ،وصوتٌ جَهْوَرِيٌّ ، بمرافقة موسيقا تعبيرية ينشد القصيدة الآتية:
عـيدٌ يــعـود وفــرحــــةٌ تـَــــــزدادُ
هـــا قـــد أَطـــلَّ على الـــدنــا المــيلادُ
مُتَـبَــسِّمـاً والــنورُ مــــلءُ جُـــفونـــــهِ
للــنَـجـم مِــن أَنــــوارِه اســــتِـمْـــــــدادُ
فـتَـبـسَّمَ الـــدهرُ العَــبـوسُ وزَغــــردتْ
أَطــيـارُه و تـَـراقـَـصــت أَعواد
وتمَاوجَـت نَسَمُ الصـباحِ وهَسْهَسَتْ
في الـروضِ أَوراقٌ وحَـن َّجمَادُ
****
يا يومَ جـــاءَ بــِــكَ" المسيحُ" محَــــبَـةً
وتَســامحُــــــاً لكَ فــاضــتْ الأكــــبـادُ
يــومٌ بــــهِ "العَـــذراءُ" وحـــيـاً بُشِّرت
فــاستَبْشَرتْ قِـــمَــمٌ بــــه ووهــــــــادُ
فــالــروحُ يـَنـْــفُخُ والمَـــلائــكُ تحَتفي
بــوَلـــيـدِهــا ، وتــوالــتِ الأَمجـــــــــادُ
حَمَـــلَـــتْـه فــانــتَـبَــذَتْ بــه عن قومِها
وبِــرَبـِّـــهـا الـتَـأيــــــــيـدُ والإمـــــدادُ
نَكِروا بــأَنْ جـــاءتْ بــه طِـــفْلاً ، ولم
يُعرَفْ لِ "مريمَ" في البـلادِ فَســـادُ
فأَجـــابَــهُـم في مَـــهـدِه وأَزالَ ما
نَكِروه مِـــنـهـا ، فـامَّــحـت أَحـــــــقادُ
يـا بْنَ الــــبرَاءةِ والــطـهـارة والـتُـقى
ما أَنتَ إلا نِـــــعْـمـةٌ ورَشـــــــــــادُ
تحُيي المَواتَ وتُبرِئ ُالمرضى وهــا
أَنا في حمِاكَ وقـــــد أُضِـــرَّ فـــؤادُ
فاشفِ الفـؤادَ وقد تـَغَــشَّاه الأَسى
وعَـــدَتْ همُـــومٌ كُلُّـــهُنَّ شِـــــدادُ
حَــيَّاكَ ربـُّـكَ ما ذُكِرتَ ومــا سَرى
نجَـــمٌ ومــا عـــادت بِــنـا الأعيـادُ
**********
-بانتهاء القصيدة يكشف الستار فيظهر على المسرح رجل أعمى ،يسلط عليه الضوء قويا وهو يؤدي الأغنية الآتيةَ،ويساعده في الأداء مُردِّدون لا يظهرون على المسرح :
حياتي همُوم وعيشي كَدرْ
فَقَدتُ هنائي بِفَقْدِ البَصَرْ
إذا ما مَشيتُ ضَلَلْتُ طَريققي
وأَنىَّ اتجَّهتُ أَخافُ الخَطَـرْ
وتَعثُر رِجلي فأَخشى الحَجَرْ
وأَخشى السُقوطَ بِتِلك الحُفَـرْ
يَقولونَ إنَّ الربيعَ جمَيلٌ
وإنَّ الزُهورَ تَسُرُّ الـنَظَـرْ
لها أَلـفُ شَكلٍ، لها أَلفُ لون ٍ
وما في الوُجودِ كَحُسنِ الزَهَرْ
وما أَنا ممن يَرَوْنَ الأصيلَ
ولَـستُ أَرى حُسْنَ تلك الصُوَرْ
فيا رَبُّ كُنْ لي وَلـيَّـا وأَنعِمْ
عليَّ بِعينين مـثـلَ الـبَـشَـرْ
لأَنظُـرَ حُسنَـكَ في مـا خَـلَقتَ
لأن َّ جمَـالَكَ فيهـا ظَـهَــرْ
فـأَنتَ الجميلُ وأَنتَ الجليلُ
ومجَلاكَ كلُّ جَبينٍ أَغَـرّ
-بانتهاء الأغنية ،يُرفع الضوء إلى سقف المسرح حيث تبدو عليه السماء بنجومها المتلألئة ، ثم يَهبط الضوء على رجل مقعد في ركن على المسرح ، حيث يؤدي الأغنية التالية بمساعدة المرددين :
اَلهَــــــــــــمُّ لا يَـنـتَـــــــــقِـلُ عَــــــنيّ وكَم أَبـْتَــــــــهِـلُ
رِجــــــــــلايَ لا تحَـمِـلُــني يــا خــــا لقي مـــاا لـعَمَلُ
يــاخـــالـقي مـا الــعـمـلُ ؟
الــــكلُّ يَـسعى وأنـــــــــــا قــــد مـــات في َّ الأمَـــلُ
لِلُـقـمـــتي ، لحِــــاجَـــتي عــلى الــــــورى أَتَّكِلُ
يا خالــقي مــا الــعَـمَـلُ ؟
قد ضاقت الآفاق بي وصَدَّ عَــنِّي المَــــــلّلُ
والـ "أُفّ " كَم أَسمَـعُـــها والجُـــــرحُ لا يَـنْــــدَمـــِـلُ
يــا خــالِــقي مــا الـعـمـلُ ؟
يــا رَبُّ عـَجِّـلْ فَــرَجي أَصـبحـــــــتُ لا أَحْــتَمِـلُ
أَوْقَــرِّ بَــنَّ أَجَــــلي فَــقَـد يُـــريحُ الأَجَـــلُ
يــا خــالـِقي مــــا الــعَـمَـلُ؟
-بانتهاء الأغنية يحول الضوء مرة أخرى إلى أعلى ،حيث تظهر السماء ثانية ، ثم يهبط إلى ركـــنٍ من المسرح فيه امرأةٌ جالسةٌ وأمامها شاب مُسَجَّى ، وتؤدي الأغنية الآتية التي يستحسن أن يكون لحنُها من مَقام "الصَبا" أو "الحجاز الغريب" بإيقاع ثقيل رتيب ، يُعبِّر عن حزنها ويُظهر شجنها :
ثَكلـــى وكَــــفي في الــــــتُرابْ
لهَـــفي عــــلى ذاك الشَـــبـابْ
مُــذْ غــابَ عَــنِّي وَلَـــدي
عَـــقَـلي نَـــأى عَـــــني ِّ وغـــابْ
لاشـــيءَ حُـــــلوٌ بـــــــــــــعـدَهُ
رَبـــاه مـــا هــذا المُــــــــصابْ
لاصَــــبرَ لي لا صَـــبرَ لي
يــاخـــالـــقي قــلــــبيَ ذابْ
####
فـالـنـَـفسُ غَشّاها اكــتِـئـابْ
والشَعرُ في رأسيَ شـــــــــــــابْ
رَبــّاهُ فِكـــــــري حــــــــــــائــــرٌ
خَــلِّـــصْـهُ مـن هـــذا العذابْ
فالـعُــمـرُ وَلَّى وانـْــقَـــضى
والسَعي ُفي دُنــــــيـاي َخــــــــابْ
لَــهفي عــــــلى ذاك الشــَــــبـابْ
أَنىَّ يـُـــوارى بــالــــــــــــــــــتُـرابْ ؟
- تنتهي الأغنية ، فيحوَّل الضوءُ إلى أعلى ليعود كرّة أخرى ويسلط على رجل في ناحية من المسرح يبدو البرصُ على يديه ووجهِه، يتنقل على المسرح وهو يؤدي الأغنيةَ الآتية ، والضوء يُتابع حركتَه:
دائي َالــــــــداءُ الـعُـــــــضـالُ
كَم ذا شَكَـــــــــوت ولا أزال ُ
أنهى حـــــياتي بـــــــــــــــرصٌ
قـــد بــاتَ حـــالي فـــيه حـالُ
****
صـَرفَ الإخــوانَ عـــــــني
وتَحــــاشَــتـــني الـعِــــــــــيـالُ
سَكـــني فـيـــــــهم محُــــــــــــالٌ
والـــــنـَّوى عـنـــــهم محُــــــــــالُ
****
إن تجُِـــــــرني يـــا إلهـــــــــــــي
أنــــتَ قَـــــصـدي والســــــــؤالُ
أو يخَِــــــبْ ظَـــــنيّ فــــــمـــن ذا
يُــــــــرتجَى مــــــنــه نَــــــــوالُ؟
** **
فاستـجـــــــب ربي دُعـــــائي
أنـــت حِـصــني والمَــــــــآلُ
ربَّـــنـا حـبـُّكَ فــيـــنـا
نُـعـمَـيـاتٌ وجمَـــــــــــالُ
- يطفأ الضوء ، ويعود الصوت الجهوري منشداً القصيدة الآتية بمرافقة موسيقا تعبيرية:
فَــتَـكَ الــظـلامُ بـشعـبِـنـا والــــداءُ
وقَـضَــت على أَبــنـائـــــــنـا الأَدواءُ
مابــين أَكْــمَـهَ لا حـياةَ لسمـعِهِ
ومُــعَـوَّقٍ ضـاقــت بـــه الأَحـيـاءُ
ومُقَتَّــرٌ فيـنـا عـلـــيـه رزقُـــــهُ
ومُـشَعْـوِذٍ شَــطَّــتْ بِـــــهِ الأَهــــواءُ
ومُسَــلَّـطٌ فـــوق الرِّقـــــابِ محُـَـكَّـمٌ
مـا رَدَّهُ عَــــمّـا ابـتَــــــغـاه حــــــيـاءُ
ومُشَرِّعـين تَـعَسَّفـوا في شَرعِـهم
فـاسْــتَـشْرَتِ الـبَـغـضاءُ والشَـحـناء
ُ
عَـلِـمـوا الحــقـيـقَــةَ إنَّـما عنها عَمُوا
فإذا الهــوى بــــــين العِـبادِ قَضاءُ
رُحماكَ رَبي ، شَــتَّتَ الفكــرَ الأسى
وأتت عـلى أحلامِــــــنـا الأرزاءُ
أين المُخَـلِّـصُ ، أين فــيــنـا نــورُهُ؟
يمحو الظَلامَ فتُشرِقُ الأرجاءُ
-تطفأ الأضواء ، انتهى المشد الأول .
- المشـــهدُ الـــــثـانــي:
- صوت جَهْوَرِيٌّ ، مع أضواء خافتةٍ يُنادي:
- يا جليل الأمم.
- الشعبُ الجالسُ في الظلام ، رأى نوراً ساطعاً.
- الجالسون في أرض الموت وظلاله ،أشرق النورُ عليهم.
- توبوا لأنَّ مَلكوتَ السمواتِ اقترب .
****
- يخرج رجل بثياب بيضاء لا يظهر شيء من ملامحه، يتبعه نور مبهر ،يتنقل بين المرضى ماسحاً رؤوسهم ،يقوم المرضى
ويتبعه الجميع ، يتحلقون حوله منحنين ضارعين.
- يتابع الصوت الجَهْوَرِيُّ قائلا :
- هنيئاً للمساكين في الروح لأن ملكوت السموات لهم .
- هنيئاً للجياعِ إلى الحقِّ لأنهم يشبعون.
- هنيئاً لأتقياء القلوب ، لأنهم يَرون الله .
****
- ما بالخبزِ وحدَه يشبع الإنسانُ ، بل بكلمةِ الله .
****
- لا تَقدِرون أن تَخدُموا اللهَ والمال .
****
- لا يُثمِر الشوكُ عِنَباً ولا العُلَّيْقُ تِيناً.
- تَأَمَّلوا زَنابِقَ الحقل ،
- {سُليمانُ} في مُلْكِهِ لم يَلبَسْ كَــواحدةٍ منها.
- يخرج الرجل الذي قام بدور المسيح عليه السلام ، وتبقى المجموعة التي كانت حوله مُصغيةً إلى الصوت الذي يُتابع:
- أخذ أوجاعنا وحمل أمراضنا .
- العُميانُ يُبصرون.
- والعُرْجُ يَمشون .
- والبُرْصُ يَطْهُرون.
- والصُمُّ يَسمعون .
- والموتى يقومون .
- والمساكينُ يُبشرون .
- لا تَطلُبوا ما تأكلون وما تشربون .
****
- لا تَــقـلـقـوا ،
- بل اطلبوا مَلَكوتَ اللهِ وهو يَكفيكم .
****
- تَبارك المَلِكُ الآتي باسمِ الأَب .
****
- السلامُ في السماءِ ، والمجدُ في العُلا .
- السلامُ في السماءِ ، والمجدُ في العُلا .
- المجدُ للهِ في السماءِ ، وعلى الأرضِ السلام .
- المجدُ للهِ في السماءِ ، وعلى الأرضِ السلام .
- وفي الناس المَسَرَّة .
- يتلاشى الصوتُ رويداً رويداً ، وهو يُرَدِّدُ الآياتِ السالفة الذكر ،بينما يُضاء المسرح ، وقد أخذت المجموعة أماكنها عليه مُؤدِّيَةً أغنيةَ الخِتامِ الآتية ، وهي مُوَشَّحَةٌ نظماً ولحناً :
أَتـانـا المَسـيـحُ ..أَتـانـا المَســـيـحْ
فزال الضلالُ وحَـــلَّ الهُـــــدى
بـِوجــهٍ صـَبـيحٍ .. وعَـزم صحيحْ
شَــفـانـا مِن الــــداءِ لمــا بَـــــــدا
فَـيـا لَلـــمَـلاحَــــةِ ، يـالَلــنَـدى
*** *
بِـــــــهِ الــــــــــــربُّ جــــــادْ ..
هُـــــــدًى للـــــــعِـــــــــبـادْ..
فـأحــــــــــــــــيـا الـعِــــــبـادَ..
بِـــــــــــــــهِ والـــــــــــــبـلادْ..
وخـلَّـــص شـعـــــــــبي
فَصَـــــحَّ المُـــــــــــــــــــــــرادْ
وأَرسى الــــــــــــــــــــوِدادَ
ودَكَّ الـفَســــــــــــــــــــــــادْ
فــــيـا لَلـــمَـلاحَـــــةِ يـالَلــنَـدى
أَتـــانــــا أَتــــانـــا سَـــــلامــــاً أَمــــانـا
لـِـيـمـحـوَ عــــــنا الــــ ..... ــخَـــــطـا يـا حَــــنانا
لِـنَسمُـوَ روحــــــــــاً ونـَــــعلُـوَ شــــــــــــانــــا
شَفانــا ..هَــــدانـا وشَـــــــدَّ قُــــــوانـــا
فـيـا لَلـــمَـلاحَـــةِ يـا لَلـنَـدى
- يُسدل الستار وينتهي المشهد الثاني
للشاعر:
عبد القادر الأسود
ميـلاد الحـياة
مَسرحيـَّةٌ شِعريَّةٌ من مَشهدين حول ميلادِ السـِيّدِ "المسيح" عليه السلام.
ـــ أشخاص المسرحية :
1- امـــرأة :بدور أم ثكلى .
2- شـــاب:يمثل دور الميت الذي سيحييه المسيح عليه السلام.
3- رجـــل :يمــثل دور الأعمى الـذي سيرد السيد المسيح عليه
السلام إليه بصره.
4- رجـــل:يــقوم بـــدور المقعـــد الـــذي سيرد السيد المسيح
إليه عافيته
5- رجــل:يقوم بدور الأبرص الذي سيشفيه السيد المسيح عليه
السلام.
6- مُنشـد.
7- رجــل: يقوم بدور السيد المسيح عليه السلام .
8- عــدد من المرددين /5-12/ حسب سعة المسرح.
****************
ـــ الـديكور:
- هياكل خشبية أو من الفلين ، بشكل بيوت حجرية قديمة
تضع المشاهد في الجو التاريخي الذي بعث فيه السيد المسيح.
ــ الإضــــــــــــــــــــاءة:
1- عــــدد من المصابيح ذات الأضواء الخافتة ، ثابتة
تغطي المسرح.
2- مصباح بنور مبهر {غازي}.
*****************
-المـلابــــــــــس:
1ــ ملابس قديمة تمثل زي الناس في عصر السيد المسيح
*****************
ــ مكبرات صوت بحسب سعة الصالة.
المشهد الأول:
- أضواء خافتة ،وصوتٌ جَهْوَرِيٌّ ، بمرافقة موسيقا تعبيرية ينشد القصيدة الآتية:
عـيدٌ يــعـود وفــرحــــةٌ تـَــــــزدادُ
هـــا قـــد أَطـــلَّ على الـــدنــا المــيلادُ
مُتَـبَــسِّمـاً والــنورُ مــــلءُ جُـــفونـــــهِ
للــنَـجـم مِــن أَنــــوارِه اســــتِـمْـــــــدادُ
فـتَـبـسَّمَ الـــدهرُ العَــبـوسُ وزَغــــردتْ
أَطــيـارُه و تـَـراقـَـصــت أَعواد
وتمَاوجَـت نَسَمُ الصـباحِ وهَسْهَسَتْ
في الـروضِ أَوراقٌ وحَـن َّجمَادُ
****
يا يومَ جـــاءَ بــِــكَ" المسيحُ" محَــــبَـةً
وتَســامحُــــــاً لكَ فــاضــتْ الأكــــبـادُ
يــومٌ بــــهِ "العَـــذراءُ" وحـــيـاً بُشِّرت
فــاستَبْشَرتْ قِـــمَــمٌ بــــه ووهــــــــادُ
فــالــروحُ يـَنـْــفُخُ والمَـــلائــكُ تحَتفي
بــوَلـــيـدِهــا ، وتــوالــتِ الأَمجـــــــــادُ
حَمَـــلَـــتْـه فــانــتَـبَــذَتْ بــه عن قومِها
وبِــرَبـِّـــهـا الـتَـأيــــــــيـدُ والإمـــــدادُ
نَكِروا بــأَنْ جـــاءتْ بــه طِـــفْلاً ، ولم
يُعرَفْ لِ "مريمَ" في البـلادِ فَســـادُ
فأَجـــابَــهُـم في مَـــهـدِه وأَزالَ ما
نَكِروه مِـــنـهـا ، فـامَّــحـت أَحـــــــقادُ
يـا بْنَ الــــبرَاءةِ والــطـهـارة والـتُـقى
ما أَنتَ إلا نِـــــعْـمـةٌ ورَشـــــــــــادُ
تحُيي المَواتَ وتُبرِئ ُالمرضى وهــا
أَنا في حمِاكَ وقـــــد أُضِـــرَّ فـــؤادُ
فاشفِ الفـؤادَ وقد تـَغَــشَّاه الأَسى
وعَـــدَتْ همُـــومٌ كُلُّـــهُنَّ شِـــــدادُ
حَــيَّاكَ ربـُّـكَ ما ذُكِرتَ ومــا سَرى
نجَـــمٌ ومــا عـــادت بِــنـا الأعيـادُ
**********
-بانتهاء القصيدة يكشف الستار فيظهر على المسرح رجل أعمى ،يسلط عليه الضوء قويا وهو يؤدي الأغنية الآتيةَ،ويساعده في الأداء مُردِّدون لا يظهرون على المسرح :
حياتي همُوم وعيشي كَدرْ
فَقَدتُ هنائي بِفَقْدِ البَصَرْ
إذا ما مَشيتُ ضَلَلْتُ طَريققي
وأَنىَّ اتجَّهتُ أَخافُ الخَطَـرْ
وتَعثُر رِجلي فأَخشى الحَجَرْ
وأَخشى السُقوطَ بِتِلك الحُفَـرْ
يَقولونَ إنَّ الربيعَ جمَيلٌ
وإنَّ الزُهورَ تَسُرُّ الـنَظَـرْ
لها أَلـفُ شَكلٍ، لها أَلفُ لون ٍ
وما في الوُجودِ كَحُسنِ الزَهَرْ
وما أَنا ممن يَرَوْنَ الأصيلَ
ولَـستُ أَرى حُسْنَ تلك الصُوَرْ
فيا رَبُّ كُنْ لي وَلـيَّـا وأَنعِمْ
عليَّ بِعينين مـثـلَ الـبَـشَـرْ
لأَنظُـرَ حُسنَـكَ في مـا خَـلَقتَ
لأن َّ جمَـالَكَ فيهـا ظَـهَــرْ
فـأَنتَ الجميلُ وأَنتَ الجليلُ
ومجَلاكَ كلُّ جَبينٍ أَغَـرّ
-بانتهاء الأغنية ،يُرفع الضوء إلى سقف المسرح حيث تبدو عليه السماء بنجومها المتلألئة ، ثم يَهبط الضوء على رجل مقعد في ركن على المسرح ، حيث يؤدي الأغنية التالية بمساعدة المرددين :
اَلهَــــــــــــمُّ لا يَـنـتَـــــــــقِـلُ عَــــــنيّ وكَم أَبـْتَــــــــهِـلُ
رِجــــــــــلايَ لا تحَـمِـلُــني يــا خــــا لقي مـــاا لـعَمَلُ
يــاخـــالـقي مـا الــعـمـلُ ؟
الــــكلُّ يَـسعى وأنـــــــــــا قــــد مـــات في َّ الأمَـــلُ
لِلُـقـمـــتي ، لحِــــاجَـــتي عــلى الــــــورى أَتَّكِلُ
يا خالــقي مــا الــعَـمَـلُ ؟
قد ضاقت الآفاق بي وصَدَّ عَــنِّي المَــــــلّلُ
والـ "أُفّ " كَم أَسمَـعُـــها والجُـــــرحُ لا يَـنْــــدَمـــِـلُ
يــا خــالِــقي مــا الـعـمـلُ ؟
يــا رَبُّ عـَجِّـلْ فَــرَجي أَصـبحـــــــتُ لا أَحْــتَمِـلُ
أَوْقَــرِّ بَــنَّ أَجَــــلي فَــقَـد يُـــريحُ الأَجَـــلُ
يــا خــالـِقي مــــا الــعَـمَـلُ؟
-بانتهاء الأغنية يحول الضوء مرة أخرى إلى أعلى ،حيث تظهر السماء ثانية ، ثم يهبط إلى ركـــنٍ من المسرح فيه امرأةٌ جالسةٌ وأمامها شاب مُسَجَّى ، وتؤدي الأغنية الآتية التي يستحسن أن يكون لحنُها من مَقام "الصَبا" أو "الحجاز الغريب" بإيقاع ثقيل رتيب ، يُعبِّر عن حزنها ويُظهر شجنها :
ثَكلـــى وكَــــفي في الــــــتُرابْ
لهَـــفي عــــلى ذاك الشَـــبـابْ
مُــذْ غــابَ عَــنِّي وَلَـــدي
عَـــقَـلي نَـــأى عَـــــني ِّ وغـــابْ
لاشـــيءَ حُـــــلوٌ بـــــــــــــعـدَهُ
رَبـــاه مـــا هــذا المُــــــــصابْ
لاصَــــبرَ لي لا صَـــبرَ لي
يــاخـــالـــقي قــلــــبيَ ذابْ
####
فـالـنـَـفسُ غَشّاها اكــتِـئـابْ
والشَعرُ في رأسيَ شـــــــــــــابْ
رَبــّاهُ فِكـــــــري حــــــــــــائــــرٌ
خَــلِّـــصْـهُ مـن هـــذا العذابْ
فالـعُــمـرُ وَلَّى وانـْــقَـــضى
والسَعي ُفي دُنــــــيـاي َخــــــــابْ
لَــهفي عــــــلى ذاك الشــَــــبـابْ
أَنىَّ يـُـــوارى بــالــــــــــــــــــتُـرابْ ؟
- تنتهي الأغنية ، فيحوَّل الضوءُ إلى أعلى ليعود كرّة أخرى ويسلط على رجل في ناحية من المسرح يبدو البرصُ على يديه ووجهِه، يتنقل على المسرح وهو يؤدي الأغنيةَ الآتية ، والضوء يُتابع حركتَه:
دائي َالــــــــداءُ الـعُـــــــضـالُ
كَم ذا شَكَـــــــــوت ولا أزال ُ
أنهى حـــــياتي بـــــــــــــــرصٌ
قـــد بــاتَ حـــالي فـــيه حـالُ
****
صـَرفَ الإخــوانَ عـــــــني
وتَحــــاشَــتـــني الـعِــــــــــيـالُ
سَكـــني فـيـــــــهم محُــــــــــــالٌ
والـــــنـَّوى عـنـــــهم محُــــــــــالُ
****
إن تجُِـــــــرني يـــا إلهـــــــــــــي
أنــــتَ قَـــــصـدي والســــــــؤالُ
أو يخَِــــــبْ ظَـــــنيّ فــــــمـــن ذا
يُــــــــرتجَى مــــــنــه نَــــــــوالُ؟
** **
فاستـجـــــــب ربي دُعـــــائي
أنـــت حِـصــني والمَــــــــآلُ
ربَّـــنـا حـبـُّكَ فــيـــنـا
نُـعـمَـيـاتٌ وجمَـــــــــــالُ
- يطفأ الضوء ، ويعود الصوت الجهوري منشداً القصيدة الآتية بمرافقة موسيقا تعبيرية:
فَــتَـكَ الــظـلامُ بـشعـبِـنـا والــــداءُ
وقَـضَــت على أَبــنـائـــــــنـا الأَدواءُ
مابــين أَكْــمَـهَ لا حـياةَ لسمـعِهِ
ومُــعَـوَّقٍ ضـاقــت بـــه الأَحـيـاءُ
ومُقَتَّــرٌ فيـنـا عـلـــيـه رزقُـــــهُ
ومُـشَعْـوِذٍ شَــطَّــتْ بِـــــهِ الأَهــــواءُ
ومُسَــلَّـطٌ فـــوق الرِّقـــــابِ محُـَـكَّـمٌ
مـا رَدَّهُ عَــــمّـا ابـتَــــــغـاه حــــــيـاءُ
ومُشَرِّعـين تَـعَسَّفـوا في شَرعِـهم
فـاسْــتَـشْرَتِ الـبَـغـضاءُ والشَـحـناء
ُ
عَـلِـمـوا الحــقـيـقَــةَ إنَّـما عنها عَمُوا
فإذا الهــوى بــــــين العِـبادِ قَضاءُ
رُحماكَ رَبي ، شَــتَّتَ الفكــرَ الأسى
وأتت عـلى أحلامِــــــنـا الأرزاءُ
أين المُخَـلِّـصُ ، أين فــيــنـا نــورُهُ؟
يمحو الظَلامَ فتُشرِقُ الأرجاءُ
-تطفأ الأضواء ، انتهى المشد الأول .
- المشـــهدُ الـــــثـانــي:
- صوت جَهْوَرِيٌّ ، مع أضواء خافتةٍ يُنادي:
- يا جليل الأمم.
- الشعبُ الجالسُ في الظلام ، رأى نوراً ساطعاً.
- الجالسون في أرض الموت وظلاله ،أشرق النورُ عليهم.
- توبوا لأنَّ مَلكوتَ السمواتِ اقترب .
****
- يخرج رجل بثياب بيضاء لا يظهر شيء من ملامحه، يتبعه نور مبهر ،يتنقل بين المرضى ماسحاً رؤوسهم ،يقوم المرضى
ويتبعه الجميع ، يتحلقون حوله منحنين ضارعين.
- يتابع الصوت الجَهْوَرِيُّ قائلا :
- هنيئاً للمساكين في الروح لأن ملكوت السموات لهم .
- هنيئاً للجياعِ إلى الحقِّ لأنهم يشبعون.
- هنيئاً لأتقياء القلوب ، لأنهم يَرون الله .
****
- ما بالخبزِ وحدَه يشبع الإنسانُ ، بل بكلمةِ الله .
****
- لا تَقدِرون أن تَخدُموا اللهَ والمال .
****
- لا يُثمِر الشوكُ عِنَباً ولا العُلَّيْقُ تِيناً.
- تَأَمَّلوا زَنابِقَ الحقل ،
- {سُليمانُ} في مُلْكِهِ لم يَلبَسْ كَــواحدةٍ منها.
- يخرج الرجل الذي قام بدور المسيح عليه السلام ، وتبقى المجموعة التي كانت حوله مُصغيةً إلى الصوت الذي يُتابع:
- أخذ أوجاعنا وحمل أمراضنا .
- العُميانُ يُبصرون.
- والعُرْجُ يَمشون .
- والبُرْصُ يَطْهُرون.
- والصُمُّ يَسمعون .
- والموتى يقومون .
- والمساكينُ يُبشرون .
- لا تَطلُبوا ما تأكلون وما تشربون .
****
- لا تَــقـلـقـوا ،
- بل اطلبوا مَلَكوتَ اللهِ وهو يَكفيكم .
****
- تَبارك المَلِكُ الآتي باسمِ الأَب .
****
- السلامُ في السماءِ ، والمجدُ في العُلا .
- السلامُ في السماءِ ، والمجدُ في العُلا .
- المجدُ للهِ في السماءِ ، وعلى الأرضِ السلام .
- المجدُ للهِ في السماءِ ، وعلى الأرضِ السلام .
- وفي الناس المَسَرَّة .
- يتلاشى الصوتُ رويداً رويداً ، وهو يُرَدِّدُ الآياتِ السالفة الذكر ،بينما يُضاء المسرح ، وقد أخذت المجموعة أماكنها عليه مُؤدِّيَةً أغنيةَ الخِتامِ الآتية ، وهي مُوَشَّحَةٌ نظماً ولحناً :
أَتـانـا المَسـيـحُ ..أَتـانـا المَســـيـحْ
فزال الضلالُ وحَـــلَّ الهُـــــدى
بـِوجــهٍ صـَبـيحٍ .. وعَـزم صحيحْ
شَــفـانـا مِن الــــداءِ لمــا بَـــــــدا
فَـيـا لَلـــمَـلاحَــــةِ ، يـالَلــنَـدى
*** *
بِـــــــهِ الــــــــــــربُّ جــــــادْ ..
هُـــــــدًى للـــــــعِـــــــــبـادْ..
فـأحــــــــــــــــيـا الـعِــــــبـادَ..
بِـــــــــــــــهِ والـــــــــــــبـلادْ..
وخـلَّـــص شـعـــــــــبي
فَصَـــــحَّ المُـــــــــــــــــــــــرادْ
وأَرسى الــــــــــــــــــــوِدادَ
ودَكَّ الـفَســــــــــــــــــــــــادْ
فــــيـا لَلـــمَـلاحَـــــةِ يـالَلــنَـدى
أَتـــانــــا أَتــــانـــا سَـــــلامــــاً أَمــــانـا
لـِـيـمـحـوَ عــــــنا الــــ ..... ــخَـــــطـا يـا حَــــنانا
لِـنَسمُـوَ روحــــــــــاً ونـَــــعلُـوَ شــــــــــــانــــا
شَفانــا ..هَــــدانـا وشَـــــــدَّ قُــــــوانـــا
فـيـا لَلـــمَـلاحَـــةِ يـا لَلـنَـدى
- يُسدل الستار وينتهي المشهد الثاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق