الأربعاء، 23 أغسطس 2017

الشاعر حسن رمضان / قِططُ الرَّبيعْ

قِططُ الرَّبيعْ
********
في ليلةٍ سوداءْ
ألبَسوا القِطَّ وجْهَ أسَدْ
عيَّنوهُ أميراً على البلدْ
فدبّوا الرُّعبَ في قلوب البُسطاءْ
غطُّوا رأسَهُ " بكوفيَّةٍ وعِقالْ " ؟
وملأوا الشوارعَ بصُوَر الجِمالْ
لكي يُقالَ بأنَّ الأميرَ من عرب الصحراءْ ؟
وكي لا تفضحُهُ عيناهْ
وضعوا على عينيهِ نظّارةٌ سوداءْ
وأوصوهُ بالصَّمتِ وبالنومِ كثيرا
فإذا تفوَّهَ يفضحُهُ المُواءْ ؟
وإذا استفاقَ يفضحُهُ البكاءْ ؟
أعجبتُهُ اللعبةُ
صمَتَ ونامْ
وعاشَ في أحلامْ
رأى نفسَهُ ملِكاً يمشي على رؤوسِ قدمَيْهْ
يتودَّدُ الكلُّ إليهْ
لكنّهُ في لحظةٍ إستيقظَ على دويّ ؟
رعدٌ من السماءْ
خاف القِطُّ من الرعدِ فبكى
علا المُواءْ
وفُضِحَ أمرُ الحيوان الصغيرْ ؟
من أين يأتي بالزَّئيرْ ؟
وحدها الأسودُ تزأرُ ولا تُبالي بقِطَطٍ منفوخةٍ بهواءِ النفطِ
ولا تأكلُ لحْمَ الحميرْ ؟
فالحميرُ للثعالبْ
مَنْ ذا الذي تحدّى الأسودْ ؟
مَنْ ذا الذي تخطّى الحدودْ ؟
فيا ويلهم من غضب الأسد المُغوارْ
ستحرقهُمُ النارْ
لن يُسامحَ الأسدُ مُنتحلَ الصِّفةِ
ولن يُهملَ بعد الآن عِقابَ فارْ ؟
إتُّخِذَ القرارْ
لا حياةَ لقِطٍّ في بلادنا
لا مكانَ فيها لحمارْ
هنا وطنُ الأقوياءْ
هنا وطنُ الشرفاءْ
لن يكونَ العرينُ وطناً لعملاءْ
لن يكونَ العرينُ إلاّ كما شاءَ الشهداءْ
لم يعُدْ بيننا بُسَطاءْ
لم يعُدْ بيننا أغبياءْ
كُشِفَ القِناعُ عن الوجوهِ الماكِرة
عاد الشهيدُ مُزغرداً في الذّاكِرة
ولن تؤمَّ المُصلّينَ بعد الآن عاهِرة ؟
ستعودُ الشامُ لأهل الشامْ
ستعود القدسُ هذا العامْ
ستعودُ حيفا ويافا كما الناصِرة
ستعودُ القاهرة
ناصريَّةَ الخطابِ بالثلاثْ
لا صُلْحَ
لا تفاوضَ
لا إعتراف بخنجرٍ في الخاصِرة ؟
ستعودُ الضّادُ لأهل الضّادْ
وسيُدفنُ " الربيعُ اللعينُ " مع " قِططِهِ " الأوغادْ ؟
وسيُشرقُ نجمُ الشعوبِ الثائرة ؟
***********************
الشاعر حسن رمضان - لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق