إلى والدي الحبيب حفظه الله... مع التحية
سَكَب النَّدى
---------------------------------
سَكَبَ النَّدى في صُبْحِنا الظَّمْآنِ
................ وَأَحالَ وَجْهَ الليلِ كالتِّيجانِ
:
وَتَلَأْلَأْتْ مِنْ قَلْبِهِ في ثَغْرِهِ
.................. أَفْيَاضُ حُبٍّ ناصِعٍ مُزْدانِ
:
وَتَزَيَّنَتْ عَينُ الوجودِ بِعَيْنِهِ
................ وَتَبَسَّمَتْ في زَحْمَةِ الأَحْزانِ
:
بَسَمـاتُهُ وَصَـلاتُهُ وَدُموعُـهُ
.................. مَجْبولةٌ مِنْ رَحْمَةِ الرَّحْمنِ
:
وَلَنا الثَّناءُ ببِرِّهِ وَدُعـائِهِ
................ وَلَهُ الكَرامَةُ في مَدى الأَزْمانِ
:
هُوَ دَوْحَةُ الأَزهارِ يَدْنو ظِلُّها
.................. كَدُنُوِّ فَيءٍ في رَبيعِ جِنانِ
:
أَو رَوْضَةٌ عَذْبٌ فُراتٌ ماؤها
............... والطَّيرُ تَشْدو أَعْذَبَ الأَلْحانِ
:
ويَفوحُ مِنْ أَرْدانِهِ عِطْرُ النَّدَى
...................... كَرَحيقِ وَرْدٍ عابِقٍ فَتَّانِ
:
هُوَ نِعْمَةٌ تُرْجى النَّجاةُ بِحِفْظِها
................. وَسَفينُ رُوحٍ ساهِرُ الأَجْفانِ
:
هُوَ نَفْحَةٌ سَعِدَ الحَصيفُ بِفَيْئِها
........... وَصَدى الوجُودِ وبَسْمَةُ الأَكْوَانِ
:
هُوَ نَغْمَةٌ تَسْلو بِها أَرْواحُنا
............... وَطَلاوةٌ تَرْسو على الوِجدانِ
:
وُبُحَيْرَةٌ نَغْفو على أَكْتافِها
................... وَكَرامَةُ الإِنْسانِ لِلْإنْسانِ
:
يَا سائِلي مَنْ ذا؟ أُجيبُكَ ذا أَبي
................. بَحْرُ الوِدادِ وَقَلْعَةُ التَّحْنانِ
:
هذا أَبي وَالكَوْنُ قامَ مُرَدِّدا
.............. هذا الذي يَحْلو مِنَ الصُّحْبانِ
:
للهِ دَرُّ الكَوْنِ حَقًا أَنْشَدا
............... مَنْ يَا تُرى أَحْلى مِنَ الخِلّانِ
:
ما قُلْتُ أُفٍّ إي وَرَبّي قاصِدًا
.................. يَوْمًا وَما أَزْبَدْتُ كَالغِلْمانِ
:
حَسْبُ الفُؤادِ مَوَدَّةٌ مِنْ وَالِدٍ
................... وَدُعاءُ لَيْلٍ طابَ بالغُفْرانِ
:
وَعِناقُ حُبٍّ دائِمٍ وَطَلاوَةٌ
..................... وَلِقاءُ وَجْهٍ ضاحِكٍ رَيَّانِ
:
وَالحَقُّ أَوْصى بِالكِتابِ بِبِرِّهِ
............ وَقَضى عَلى الأَبْناءِ بِالإِحْسانِ
:
وَلِمَنْ أَجابَ مَنازِلٌ مَوْصوفَةٌ
................... بِالدُّرِّ وَالياقوتِ وَالمَرْجانِ
:
وَفَوَاكِهٌ يُؤتى بِها مُتَخَيِّرًا
................. وَأَطايِبٌ لَمْ تَأْتِ بِالحُسْبانِ
:
وَلَدَيَّ سُؤْلٌ عَنْ أَبي: هَلْ مِثْلُهُ
............... أَحَدٌ، يُجيدُ الحُبَّ كالإِيمانِ؟؟
:
وَيَلُفُّ بِالأَحْضانِ مَنْ سَئِمَ الجَوى
................ وَيَبُثُّ فيهِ النَّصْرَ كَالفُرْسانِ
:
هذا أَبي وَالجُودُ بَعْضُ خِصالِهِ
................. وَالحُبُّ بَحْرٌ وَاسِعُ الشُّطَّانِ
:
إِنْ كانَ ثَوْبُ النَّاسِ خَزًّا خَيْطُهُ
........... خَيْطُ الثِّيَابِ على أَبي شِرْيَاني
:
هُوَ جَنَّةُ الإنْسانِ يَجري نَهْرُها
................ بِالبابِ هذي جَنَّةُ الرُّضْوَانِ
:
مَنْ رامَ أَنْ يَحْيَا بِعِزٍّ وافِرٍ
................ راعى الوِدادَ.. أَقَرَّ بِالعِرْفانِ
:
وَتَخَيَّرَ الأَلْفاظَ مِنْ نَسْجِ الهُدى
.............. يَخْشى مِنَ الإِذْلالِ وَالخُسْرانِ
:
فَيَسُرُّ قَلْبَ الوَالِدَيْنِ بِصُحْبَةٍ
................ فَيُجيرُهُ الباري مِنَ الخُذْلانِ
:
وَيَبُرُّهُ الأَبْناءُ حَيَّاً .. مَيِّتاً
................. وَيَفُوزُ يَوْمَ الدِّينِ بِالقُرْبانِ
---------------------------------
نجم العيساوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق